طريق بلا عودة((قصة قصيرة))...بقلم الكاتبة وفاء صابر


 قصة قصيرة بعنوان

طريق بلا عودة

كريم طالب بالسنة

 الثانية بكلية الإقتصاد والعلوم الساسية  يشهد له الجميع بحسن الخلق وحيد والدته توفى والده وهو في سن صغير واجهت الأم ظروفًا مادية صعبة إضطرتها للخروج للعمل كعاملة نظافة بأحد المستشفيات  تذهب لعملها وتترك كريم مع جدته المسنة ولاتنسى الأُم ابداً مراعاة كريم مرت السنين سريعاً وأصبح كريم طالب جامعى  ولاحظت الأم تغيراً بتصرفات كريم فأصبح ناقماً على عيشته دائماً مايتحدث عن مستوى زملاؤه وكيف يأتى بعضهم بسيارات فارهة ويرتدون أزياء تحمل ماركات عالمية 

 وحينها تحدثه عن الرضا بما كتبه الله لهم وتوصيه بالإجتهاد كى يلتحق بعمل مرموق وقتها سيُغير هو حياته للأفضل وللأسف إنساق كريم وراء تطلعاته وأ خفى حقيقته عن أصدقائه وكان يحاول مجاراتهم

في خروجاتهم بل طلب من والدته المزيد من المال فما كان منها إلا  الرفض فتلك مقدرتها وعليه الإلتزام كما كان من قبل 

هددها بترك المنزل إن لم تفعل  طلبت منه مهلة من الوقت تحاول تدبير المبلغ له خرج غاضباً ناقماً على وضعه الإجتماعى وتوجه الى رامي صديقه المقرب إليه وهو فى حالة من الأستياء  ويشكو من ألم برأسه شديد فعرض عليه الذهاب للطبيب رفض وتركه وخرج وذهب إلى مايسمونه بالشلة وأعطاه أحدهم قرص مسكن والعحيب إن ألم الرأس ذهب على الفور  وأصبح فى حالة نفسية جيدة وعاد إلى بيته وفى الصباح شعر بألم أخر برأسه وأعطاه صديقه نفس القرص بل وأشار عليه بتدخين عقار البانجو لمرة واحدة وكانت تلك هى البداية إنساق كريم لطريق الشيطان وأصبح مدمناً للمخدرات وأحرق قلب والدته التى كانت تحلم برؤيته بمنصب مرموق يعوضها عناء السنين 

ورغم ظروفها حاولت معالجته لكنه كان يعاود تعاطيه للمخدرات تغير حاله أصبح عبارة عن شبح يلهث خلف جرعة مخدرات سرق  ونصب كى يستطيع الحصول على مال 

وفى ليلة طلب من والدته نقوداً ولم يكن معها إلا جُنهيات بسيطة نهرها وازاحها عن طريقه كى يأخذ مصاغها التى سرقها بالفعل من قبل ولكنها سقطت على الأرض مغشياً عليها توهم أنها ماتت وفر هارباً

يجرى مسرعاً خائفاً فصدمته سيارة لفظ أنفاسه على الفور وأفاقت أمه على ذاك الخبر المُفزع ومن صدمتها كادت أن تفقد عقلها وشريط حياتها ينتهى فى لحظة كريم الإبن الذي أثنى الجميع على حُسن خُلقه ينتهى بتلك النهاية المؤلمة 

وهى على تلك الحالة تذكرت وضعه الأخير وأيقنت أن الله سبحانه وتعالى أراد له الأفضل 

ولم يرد له البقاء على تلك الحالة كثيراً كتب له الرحيل مبكرا كى لا تراه وهو يموت وجعاً وملابسه وذقنه الطويلة المُغبرة واستودعته عند الله وهى تدعو له بالرحمة والمغفرة 

وتُشهد الله أنها قد عَفت عنه وتتضرع إلى الله بالدعاء أن يعفو عنه وتتصدق بإسمه كى تكن له نوراً  فى قبره 

كَريم ذهب بطريق الا..عودة 

طريق المُخدرات 

اللهم إحفظ شبابنا من براثن المُخدرات 

تمت

وفاء صابر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش