عيناكِ....بقلم الشاعر أكرم كبشة
عَيناكِ رُمحانِ مِن نورٍ وَمِن شَفَقٍ
يَطَعنانِ القَلبَ بِلا لطف ولا رَحمٍ
وَكَأَنَّ نَظرَةً مِن عَينَيكِ سَحرٌ
يصيب القَلبِ فيجعله حيران
لا يَخشى صَيادٌ في البَريَّةِ الأسد
لكنه يخشي من سِهامِ عَينَيكِ
فكُلُّ مَن رآكَ وَقَعَ في الفَخِّ
مُستَسلما
فَأَنتِ صَيادَةُ في غابَةِ الحُبِّ
وَكُلُّ القُلوبِ صَيدٌ لَكِ مُتَعَطِّفُ
قَد يَشفي جُرحَ السَهمِ مِن أَثَرٍ
وَلَكِن جُرحَ عَينَيكِ حارَت فيه الأَطِباء من زمن
لا يَملِكُ المقتول مِن جَرحِ الهَوى
إِلّا الرُجوعَ إِلى عَينَيكِ
فَغُضي الطَرفَ عَن كل الأَحبَّةِ
وَاجعَلي الصَبرَ عَن فُقدانِهِم غَيرَ مُؤتَمَنِ
فَالحُبُّ لا ندرى مَتى يَأتي وَمَتى يَذَهَبُ
وَالعُمرُ يَمضي وَالحُبُّ باق بالأثر
في كُلُّ المَعارك قَد عَدَدنا قَتلاهُم
إِلّا مَقتولَ عَينَيكِ تاهَت فيهِمُ العُدَدُ
فَكَم مِن جُرحٍ في القَلبِ لا يَندَمِلُ
وَكَم مِن دَمٍ في العَينَينِ لا يَجِفُّ
وَكَم مِن صَوتٍ في الأَعماقِ يَهتِفُ باسمك
وَالقلبُ في شَوقٍ وفي لهِفُ
وَكَم مِن لَيلٍ دون ذكرك أَظلَمُ
يَضيءُ بِوجهِكِ وَالنورُ مُتَسَلسِلُ
حَتى الهَوى أَصبَحَ فيكَ مُتَغَزِلاً
وَالعُمرُ أَصبَحَ فيكَ مُتَأَمَّلاً
فَكُن بَقائي وَلا تَكُن فَنائي
فَفيكَ حَياتي وَبِدونِكَ مَماتي.
وَالعَقلُ أَصبَحَ مُجنوناً بِكَ يَهذي
كَشارِبِ الخَمرِ من غير سكر
فَكَأَنَّ حُبَّكَ في قَلبي داءٌ
لا يَشفى مِنهُ إلا بموته
كُلُّ الَّذي أَعرِفُهُ أَنّي صَريعُ هَواكَ
وَأَنّي مَقتولٌ بِداءِ الحُبِّ من زمن
أكرم كبشة
تعليقات
إرسال تعليق