التربية على التقبل والرضا....بقلم الكاتبة الزهرة العناق
.. التربية على التقبل و الرضا ..
بالرضا تنجلي غياهب الحزن، و تستكين الروح في حضرة التسليم، و لعل أعظم أبواب التزكية أن يتربى الإنسان على تقبل المقادير، لا خنوعا، بل إيمانا عميقا بأن الحكمة الإلهية تنبت في كل شقاء بذرة رجاء، وفي كل حرمان لطفا جميلا لا يدركه إلا القلب المصقول بالصبر.
تربية النفس على الرضا ليست رفاها روحيا، بل مقام عال لا يبلغه إلا من طهر سريرته من شوائب الجزع، وعلق قلبه بمولاها لا بأسبابها. إنها مدرسة لا تفتح أبوابها إلا للصادقين في طلب السكينة، والعابرين فوق جراحهم دون صخب، المنصتين للهمس الإلهي في مجريات الحياة.
الرضا ليس غياب الألم، بل قدرة راقية على احتوائه. إنه تلك السكينة التي تنزل على القلب حين يباغته القضاء، فيقف في حضرته شاكرا الله، لا ساخطا، مستبصرا، لا متسائلا. إنه تربية يومية تبدأ من النظر بعين اليقين إلى كل ما نحب وما نفقد، و تثمر في القلب حب و إيمانا لا يخفت، وإن توالت عليه الليالي الحالكة.
والقدر، حين يقبل بإرادة المحب، يصبح سرا من أسرار التوازن النفسي، ومفتاحا لفهم عمق العلاقة بين العبد وربه. ليس كل ما يحزننا شرا، ولا كل ما يفرحنا خيرًا، بل الخير ما ارتضاه الله، والشر ما تبرأ منه القلب ولو بدا محببا.
ليرب المرء نفسه على الإيمان بأن في كل عثرة درسا، وفي كل ضيق بابًا، وفي كل دمعة قربا، وليجعل الرضا نبراسه في دروب القدر، فإن من أدرك جمال التسليم عاش بقلب لا يكسره فقد، ولا تطفئه خيبة، ولا يرهقه سؤال لا جواب له.
✍️ الزهرة العناق ⚡
22/04/2025
تعليقات
إرسال تعليق