الشفق الأحمر.. بقلم الأديبة والشاعرة المتألقة/د. فاتن جبور

 الشفق الأحمر.. 

بقلمي:فاتن.


النور يتسلل..

يتدرج

رويدا..رويدا..

النور حين يلج غرفتي 

يستحيل شفقا أحمر..

يوقظ أحاسيسي..

فتسبقني..

لكن..

لا أريد أن اتسرع

أيقظت قلبي..ما زال غافيا 

يتجاهل لهفتي..ربما قد أحس..

ربما علم ما لم أعلم. 

القلب يسبق العقل أحيانا..

يرى طيوفا..يسمع همهمات... 

أيها الشفق الأحمر..أيقظ قلبي..

لا تمهله..لا تهمله فقد يغفو..

فتضيع الفرصة..و ربما هي الأخيرة.

سرت ..

أعد خطواتي بتردد لافت..

بين خطوة وأخرى..الف حدث وذكرى..

تجول وتصول في الذاكرة..

فتتثاقل الخطوات.

أين أنت أيتها الشمس؟ 

ألم تشرقي بعد؟

لماذا لا تنيرين هذه الدروب المعتمة؟

وتزيحين هذه الغشاوات القاتمة؟

وتنهين هذه المعاناة؟

اليوم فقط انتبهت.

حذائي وحقيبة يدي..

لا يزالان جديدين.. لم ألبسهما قبلا..

لم احتج إليهما أبدا..فخرجاتي..

تقريبا منعدمة.

مابال الطريق..؟

تطول..تتلوى..تصبح متاهات..

هل تتوجس هي الأخرى صعوبة اللقاء؟

أو أنني أضعت طريقي؟

كيف وهذه أشجار النارنج تحيط بحديقة"الأنس"

موعد اللقاء..

وتحيي فيها الشعور بالأنس رغم الفراغ

ورغم الضياع الذي تعيشه غربانها ..

القابعة على حافات الكراسي الإسمنتية. 

دقات القلب تتسارع..

وتيرة الأنفاس تتزايد..

هناك..

على جانب المقعد الأخير ..

تحت شجرة النارنج..

طيف.. ظل..بقايا حياة..

لا بد أن اقترب..

اتبين وجها..

ملامحه غامضة..

... ... ...لا شيء..

رنين منبه الهاتف..

يوقظني تماما كما ضبطته بالأمس.

لم أر وجهه حتى في الحلم..

هكذا أنا وأحلامي..

تغدر بي ..تأخذني على حين غرة..

تسرق مني بهجة اللقاءات..

تبقيني في إطارات العتمة.. 

فأعود أجر الخطوات..ألوك تفاصيل الطرقات.... 

أغلق باب غرفتي.. أسدل ستارتي.. 

انزع حذائي الجديد..وحقيبتي..

أطوح بهما داخل خزانة.. 

لا أفتحها إلا في حلم جديد.. 

أسلم رأسي لوسادتي.

ودمعاتي تواسي قلبي..

لا يزال غافيا.


د. فاتن جبور سفيرة السلام العالمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

محبة ....بقلم الشاعر أحمد قراب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح