الدوامة.. بقلم الشاعرة المتالقة/د. فاطمة محمد العيساوي


 *** الدوامة...***


آه كدت أن أسقط سهوا، النظارات ...

حسبتني أضعها فوق المنضدة ،

لست أدري لم صار الإطار 

ينزلق فأضطر لضبطه كل لحظة...؟؟؟!!!

ربما بسبب العرق ...أو ربما بدأ وجهي

يغير شكله مع تقدمي في السن...!!!

على أية حال ،لم يبق شيء يستحق

أن أستعمل النظارات لأنظر إليه...

فكل زوايا البيت حفظتها 

وكل الأثاث ...وكل الأبواب...وكل الشرفات...

فبعد تقاعدي ،أصبحت أقضي 

كل الأيام هنا بين هذه الجدران،

الملونة والأسقف المزخرفة ...

ليس لانني كسيحة أو مقعدة...

بل لأنني فجأة وجدتني أسيرة المسؤوليات...

إيييه،كنت فيما مضى ،أذهب الى 

قصر البحر وأصعد البرج البرتغالي،

لأستمتع برؤية البحر من أعلى ...

كان بامكاني أن أرى زرقة البحر 

وهي تعانق زرقة السماء في الأفق...

وأن أرى الأمواج وهي تتكسر 

على قاعدة البرج العتيدة.

فالبرج والقصر لازالا قائمين

لكنني إفتقدت الوقت وإفتقدت الساعات...

الوقت ...ذلك القانون الذي إخترعوه

ليكون أعتى الأصفاد التي،

تطوقنا بها ، ما نسميه الحياة ...

واذا ما مللنا منها ،فاننا نُتًهم 

بأننا ضيعنا الحياة...،

وفي حقيقة الأمر الحياة هي من تضيعنا

وتأخذنا في دوامتها...

بالتزاماتها ...بمتطلباتها...وبهرجتها...

بكل المخترعات المبتدعة ،

التي ترهقنا وتسمم وتزيف الحياة ...

أنا لا أهتم ،إن أسقطتها...!

أم وضعتها في مكانها المناسب 

لأني لن أضعها مرة أخرى تلك النظارات...


بقلمي

الشاعرة فاطمة العيساوي 

المملكة المغربية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه