وجع الطفولة.. بقلم الشاعر/بودر أبو بسمة

 وجع الطفولة


زأرت أسودٌ حينما رأَتِ الرَّشا

وَبَدت تُمَطِّق ثغرها وَتُكشر.


وكأنه تَحت الحراسةِ مُنذَرٌ

لِغَدٍ، وأمرُ سراحهِ مُتعَذرُ.


كُل الكواسر والضباع تحالَفت

وكأن بيعا في الخفاءِ يُدبَّر.


وَكمِ استفقتُ بِمرقدي مُتوتراُ

أسفاً على من في المزارع يُؤجرُ.


حُرم الصبي من الدراسة فاكتوى 

الوَجه الطفولي الذي يتَنمَّرُ.


فبكى الفرادُ وفي العيون سحابةٌ

ياأم مهلا فالسماء ستُمطرُ.


داست عليهِ حُثالَةُ اَرجُلٍ

ورمى بهِ وسط القُمامة ناسِر.


حتى الزمان له استدار بِظهرهِ

وتسابَقت عدواً إليه مناشِرُ.


كُل المآذن وَلوَلت لِضياعهِ

وبكى الإمامُ وأَنَّ حتى المِنبرُ.


وَبكى قُمَيرٌ في السماء لِحالهِ

ونأ ى بعيداً عن مداره يَسخرُ.


ناحت سواجِعُ في السماء وَحذَّرت

والنيلُ يشكو والفرات وابحُرُ .


أبدت مواثيقُ التفاؤل ناطقاً

وَرمت رمادا في العيون منابرُ.


أسفي على مُقلٍ تَقرّح جفنها

وصدى بُطونٍ للجياع تُقرقِرُ.


أسفي على خُبز تَعذَّر مَضغُه

يَبِسٍ، تكاد السن منه تُكسَّر.


أسفي على طفل تَوسَّد حُلمه

فوق الرصيف، وبطنُه يتدوَّرُ.


أسفي على زمن يبيعُ عِيالهُ

وسطَ المَزادِ بلا شروط تُذكرُ.


شعر ابوبسمة بودر .المملكة المغربية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه