مقابر الأحياء.. بقلم /محمد سليمان أبو سند

محمد سليمان

 [[  مقابر الأحياء ]]

 بقلمي محمــد سليمــان أبوسند 


فوق  أرصفة موحشة 

بواديها   أراضيها  قاحلة

تجتاحني  أعاصير الشتاء 

قالت ذات مساء 

والمطر الهادر

 من بين جيوب الليل 

ينذر  بصاعقة أو برق 

ماكان فراراََ وهروب منك 

حين آثرت أن تمضى 

بين توابيت الأحياء 

وسرادقات الأعراس 

 والجمع ينفضون 

وتبقى وحيداََ بدهاليز 

قدس من أقداس الموتى 

تسألني عيناها من أين أتيت 

بين صفوف متراصة

كحجارة أسمع أنفاس

يتهامس بعض الناس

 تأتى عبر أزمنة ما

تتساءل فى مكر ودهاء

عن أحوال من غيبهم 

موت برحيل 

غابت نفسي كغياب الشمس 

وعادت لتجدد بين ثناياي 

بسمة فوق شفاة ذابلة

أرهقها ومزقها الفكر

ضوضاء الحارات المظلمة

بعواء ومواء يتعارك

كل على قطعة جيفة

ألقتها إحدى الجارات

 بمساء الأمس 

كانت تجلس تتحدث تتعارك همسا 

تتمرد     تتحدى       تتجول 

ذات العينين الزائغتين

هبطت من بين الأنفاس الروح 

خرجت لتحلق بالملكوت 

وتركت جمع من نسوة يتحدثن

عن سر من أسرار ماقبل الموت 

قد أفضت يوما به

هامت تلك الروح بين الجمع

تتخبطهم حيرة

 أخرصت كل الألسن 

وغشيهم ماغشيهم  من نوم

 لثوان كان الركب 

يتحرك صوب مقابر

قد صنعت وأعدت 

 خصيصا للأحياء


 

بقلمي محمــد سليمــان أبوسند

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه