الكثرة...بقلم الأديبة ليلى قوال
الكثرة..
كلنا نحب الكثرة ونعشق المزيد ونعجب ممن له العديد ويعجزنا المبلغ الباهض ونقول للعدد اذا كثر وكثر.. الى ما له نهاية نصل..
وفي الحقيقة قد ألهانا التكاثر وأخدتنا البنايات العالية والمدائن الشامخة ولم نكتفي بعرض القلة.. فالقلة في نظرنا مذلة وذلة ونحن غافلون... حتى اذا نزلنا السوق اشترينا الكثير وخجلنا اذا ما طلبنا بقليل فنحن قوم جود وكرم وأصبح كرمنا مضروب في الأمثال فتفرج عنا الأنذال واستغلوا فراغ عروضنا ونهبوا منا خيراتنا.. ونحن لا نزال ناكل بالقناطير ونملأ الدنيا دنانير وكل مرة دستورا ودساتير واسطولا واساطيل واسطورة وأساطير... هكذا نحن لو تدخل لبيوتنا لتجد عندنا ألبسة وافرشة ومواعين ووو وكلها بالكثرة ونريد المزيد مما جادت به الموضة...
عشقنا هذه الثلاثية.. كثر يكثر تكثيرا..
تحصل يتحصل والحصيلة..
نموت في التكديس كدس يكدس.. تكديساااا.. وما لها عروضنا خاوية وافكارنا أودت بنا للهاوية والدنيا بتكاثرها لاهية.. هناك أمورا فعلا تستحق التكثير هناك كلمات كلما قلناها يزودنا الله بالحسنات فالصلاة على النبي بعشر والصدقة بضعفها والحسنة تؤجر ولو تغافلت على فعلها فالنية قد وضعت ختمها... هذه هي الأمور التي علينا ان نكثر منها ونستغفر.. اما الماديات فخد منها بقدر المستلزامات ولا تسرف.. فجودة الشيء تكون بقلته لا بكثرته وان أردت ان تعرف أخبار الطغاة ارجع لما خلف فرعون ذي الأوتاد.. ومن نحث الصخور وسكنوا الواد وافسدوا في البلاد... همنا اننا اذا سئلنا عن أصولنا نقول نحن من عندنا الولد ونتكبر ونعدد وربنا واحد احد لم يلد ولم يولد وأجمل ما في النفس خلوتها حين لا تكن لديك احد غير بسملة وحمدلة والباقيات الصالحات وان تعبت ومرضت تستأنس بالسبع المثاني تحميك وتغنيك عما صنعوا من مباني.. فالعين التي تحب الكثرة علمها ان البركة في القلة والنفس التي تحسب بالعدد رودها وقلها ان الخير مدد مدد وعند الله تحسب الأفعال بالسند.. كم اسندت وكم اسعدت وكم اكرمت وكم نهيت وكم من معروف زرعت وكم اسرفت في التقوى وكم سترت من فجوة.. هكذا يكون التعداد عند المولى فتسابق بعروضك لتكون للخير أولى
بقلمي..
ليلى قوال Leila Goual الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق