العقل البشري....بقلم الكاتب والشاعر عبد الله إبراهيم جربوع
العقل البشري
..........تحليل بقلمي عبدالله ابراهيم
قد يظن البعض أن سلامة العقل البشري هي الضامن الأوحد لإتقان الأداء الإنساني وقد يظن البعض أن الازدحام الفكري هو المعبر عن سلامة العقل ...
من وجهة نظري المتواضعة أرى أن العقل السليم كي يفرز ابداع و مهارة يجب أن تحتضنه بيئة متناغمة مع المحتوى الذي يحمله ذلك العقل و من هذا المنطلق دعوني افترض أن البيئة هي الدماغ بحجمه وشكله وكل محتوياته،، ذلك لأن قوانين الدماغ هي عبارة عن مجموعة تناقضات تحركها موازين داخلية ذاتية ولا يمكن أن تكون قوانين العقل أدق من قوانين الدماغ لأن المصمم هو خالق الإنسان اي ان هنالك الوعاء وهو الدماغ وهنالك العقل و هو أداة تفكير ومنطقيا أداة التفكير هي الخاضعة لأداة التدبير ولذلك استطيع ألقول أن العقل هو حالة دماغية ومن خلال هذه الحالة و التي تتجدد وفق معايير و قوانين الدماغ نجد أن العقل لا يمكن أن يكون ثابتا على نمط فكري واحد ولكن الوعاء و هو الدماغ هو الثابت نسبيا ضمن سلامة الحالة التكوينية ، ودور التناقض لا يقتصر على الخضوع لعملية الفرز بين الممكن والمستحيل بل هنالك معايير أخرى ومن ضمن هذه المعايير هنالك معيار أساسي وهو توظيف التناقض وفق رؤية ناضجة رؤية واضحة ،،،، العقل البشري يتمتع بالتوازن إذا كان صاحب العقل على ثقة مطلقة بأن خالق هذا العقل قد أتقن وأبدع حين خلقه وحين سواه ،ومن هنا يجب أن تكون البداية لتفعيل وتصريف المنظومة العقلية وايضا يجب أن يؤمن صاحب هذا العقل بأن الجهوزية العقلية متوفرة لديه كي يتفاعل بارياحية مع تفاصيل الحياة ضمن منطق التوازن الإنساني و وفق دماغ سليم من حيث نقاط الإرسال المستمرة ،،،،، و للتشبيه فقط عندما نقول الحالة التكوينية فهذا يعني الإنسان و تفاصيل الدماغ من جهة و العقل و الجسد من جهة أخرى ومن هنا تتمحور حالة التشابك بمفاهيمها لتتجسد في إنسان عاقل أو غير عاقل
هنالك مسلمة واحدة فقط يجب أن تكون هي المرجعية لكل إنسان الا وهي أن العقل السليم يحتاج إلى إعادة ترتيب بعد كل عمل ابداعي يقوم به وبطريقة مباشرة حتى يتسنى له الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى ،هنالك أشخاص يظنون أن العقل السليم يعمل كل الوقت بطريقة سليمة تؤدي إلى نتيجة إيجابية وهذا غير صحيح على الإطلاق ،قد يبدو هذا الطرح غريب بعض الشيء إلا أنه صحيح ،،،،،
العقل السليم هو ذلك العقل الذي يعمل بمقتضى محتواه ،قد يكون المحتوى مخفي تحت تأثير قوانين الذاكرة وقد يكون المحتوى متناغما مع سرعة البديهة والإتقان في الأداء وهذا يعتمد على درجة الإرادة لدى كل شخص ،هنالك درجات للإرادة وهنا يكمن اللغز الذي حير العلماء ،لا اريد ان أظهر على أنني ابلغ من علماء النفس ولكن التجارب والبحوث لا بد وأن تفرز حقيقة ما ،لقد اكتشفت أن الإرادة لها قوة من حيث الدرجات والدليل على هذا هو أن الشخص الذي يحمل الجرأة هو ذلك الشخص الذي يصرف الإرادة بدرجة عالية ومن ثم يبتعد عن حاجز التردد إذا جاز التعبير ....
سلامة العقل .....
سلامة العقل البشري هي أن تكون عملية الافرازات تسير وفق منطق الاستمرارية من حيث الأداء الدماغي ومن هنا لا بد لهذا العقل أن ينتقل إلى المرحلة التالية وهي إستغلال هذا الخلق العظيم ليقدم خدماته بشكل طبيعي ومن ثم تأتي المرحلة الحاسمة وهي القيام بالوظائف المتاحة له ....
العقل السليم و الإرادة
الإرادة هي وحي ذاتي اي أن وجود الإرادة هو إشارة حسية تمنح العقل سلوك مرصود والعقل بدوره لا يمكنه رفض هذا الوحي الذاتي وبالمحصلة لا بد وأن يرحب العقل بالإرادة طوعا أو كرها
كما اسلفت فإن الإرادة بدرجاتها العالية هي المؤشر الرئيسي على سلامة العقل وطبعا توجد مؤشرات أخرى تدل على سلامة العقل وهي كثيرة ولكن يبقى المؤشر الذي يجب أن لا نتجاهله وهو ترك فاصل بين الوظائف اي بمعنى أن نترك فاصل للمراجعة والترميم بعد كل أداء نقوم به لأن العقل يحتاج إلى مراجعة بعد كل عمل سواء كان العمل بسيط وسواء كان العكس بكلتا الحالتين يجب وضع فواصل وهذا ضروري جدا ،بالنسبة للإرادة فهي الوقود الحيوي والمفيد لكل عمل نقوم به وبدون إرادة لا يمكن للعقل أن يبقى سليما على الاطلاق ..
ارجو القراءة أكثر من مرة تحياتي للسادة المتابعين
عبدالله ابراهيم جربوع
تعليقات
إرسال تعليق