اليوم الاَخرة....بقلم الباحث محمد عبد الكريم الدليمي


 اليوم الأخرة : 

كثيرا ما شغلنا هذا اليوم العظيم في القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين ؛ ولا يمكن  معرفته إلا من خلال هذين النجدين ، نقرأ في القرآن الكريم فنجد الكثير من الآيات التي تحدثت عنه ، كأنه يتحدث عن أيام الأرض يقول سبحانه عن آل فرعون ( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ( هذا في القبر ) بدليل تكملة الآية ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) . عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ؛ فيه خلق الله آدم ، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ) وهذا ما جاء في سنة نبينا الكريم قيام الساعة يوم الجمعة، وقيام الناس يوم الجمعة .

على الباحث في العربية أن يبحث عما جهله ما بين القرآن الكريم وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، فقوله يقوم الناس يوم الجمعة ، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة ، وهل في الأخرة في ملكوت سبحانه كما يظن الجميع مثل أيامنا ؟ يوم ، واسبوع ، وشهر ، وسنة ، ويكثر  في تلك الأحاديث السير ، والساعة ، والسنة ، كما في الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين( رب كلمة لا يلقي لها إنسان بالا تهوي به في النار سبعين خريفا ) ؛ يهوى في نار  جهنم سبعين خريفا، هذا لا يقاس في أيامنا ونحن نقيس المسافات في الفضاء الخارجي بالسنة الضوئية !؟ .

وصف الله سبحانه آل فرعون عذابهم أنهم يعرضون على النار غداة وعشيا، وهذا في حسابات الأرض، وقوله يعرضون على النار ، هنا المفاجئة بأنهم أحياء يمارسون حياتهم التي كتبت عليهم ، فتأتيهم النار  بدءا من الغداة إلى العشي، هل سمعتم إنسان يحرق نفسه بنفسه إلا إذا كان مجنونا أو معتوها؛ فكذلك آل فرعون يسوقون أنفسهم  إلى نار جهنم ؛ النار  حسب ما ورد في آيات  الله، كسفا من السماء، غليان الأرض ، غازات سامة ، أكلهم من نبات لا يخرج إلا قيحا ، ... ، الكثير من الناس يظن حياة البرزخ هي نوم الميت إلى يوم يبعثون ، فيستيقظ على صوت الصور أو البوق ، فيقال لهم كم لبثتم فيقولون: يوما أو بعض يوم، هذا الكلام إذا أخذ على ظاهر القول سنكذب القرآن الكريم والسنة الشريفة جملة وتفصيلا،  وحاشا لكلام الله أن يكذب . وهذه آية كريمة تتحدث ما بعد الموت ماذا يكون من حال وكيف تتلقاه الملائكة قال تعالى ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكه يضربون وجوهم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق  ) ، قال الله تعالى ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم [ هو أول يوم في القبر ] تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون )  وهذا دليل على تقاعسنا عن دراسة موضوعات الشريعة والحياة وهي كفيلة بتخلفنا لمدى الحياة ، لربما أكون واهما في تنوير العقول بعد القضاء على البحوث العلمية وتحجيمها، وهذا الأمر له تداعياته المعروفة وأصبحت من الماضي . ويجب الأخذ بالأعتبار من اثارة موضوعات البحث العلمي والشريعة والحياة على هذا النحو ، لا يجوز العالم يتقدم ونحن نتراجع كمن يساق إلى الخلف وهو يضرب بالزنجير ، وينظر إلى حضارات الأمم البقية وهي تتقدم كأنها في مركبة طائرة ، والأمة العربية تأخذها الحسرة على ما فرطت به من علم وحكمة وحضارة لم يخلق مثلها في البلاد .

 مازالت العرب تنظر إلى الشريعة هي سبب نهضتها وعنفوان حياتها وهذا الأمر محمود لنبدأ من هنا أن كنا صادقين .

الحياة الأخرة هي الحياة الثانية على أرض شبيهة بأرضنا ولها قمر هو نفسه قمر الأرض والشمس كذلك ومن المؤكد الكواكب هي ذاتها ولكن ما بيننا وبين تلك الأرض برزخ لا يمكن اختراقه إلا بإذن الله ، ومن المحتوم الأمر فيه هو دخولنا عالم الموت وتسوقنا الملائكة إلى ذلك العالم المجهول سوى ما ذكره ربنا في كتابه الكريم . 

الحياة الثانية هي الطبقة السماء الثالثة من سماء الدنيا ، ومن هنا نفهم إن الجن لا يزاحموننا على الأرض ولا نحن نزاحمهم على أرضهم ،  قال تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والإرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) ٣٣ الرحمن ؛ وهي خروجهم من أرضهم أو سمائهم الثانية إلى أرضنا، وكل منا له قوته ومعيشته وطبيعته في الحياة ، قال تعالى ( الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) .

نسترعي أنتباه الباحثين إلى إن التأويل ليس تحميل السياق فوق طاقته بل هو دراسة لغوية تعتمد على فهم السياق بشكل لغوي مفيد لا يزيد ولا ينقص عنه، والتأويل لغويا هو رجوع الكلام لحقيقته أي لأحكام لغته ، قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول [ إلى سنته ] وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [ الذين يحملون اللفظ أكثر شدة وتحذيرا ] ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا ) ٨٢،٨٣ النساء؛ أما الأستنباط هو تحميل السياق فوق طاقته وهذا يرجع إلى فكر المستنبط وثقافته ، حتى نرى ذلك جليا عند كثير من المستنبطين بأمور خارجة عن فكر اللغة أو خروج المعنى عن السياق فيقول هذا ما أراده الله سبحانه إذا كان استنباطا لآي القرآن ، أو هذا ما أراده مؤلف النص إذا كان استنباطا لنص لغوي . أما التفسير فهو دراسة الآية القرآنية بشكل معجمي ولا يخرج عنها ، ويضيف لتلك الدراسة دراسة بلاغية من خلال ألفاظ المعاني ، ليبهر المتلقي في فهم الآية القرآنية بشكل ملفت للنظر ، ويضيف لذلك التفسير أيضا دراسة الأثر سواء تاريخية ( فقه اللغة ) أو أحاديث نبوية شريفة ؛ ومن هنا نكون قد حققنا منالنا في الفهم العبقري للتأويل من خلال الدراسات اللغوية . 


مقتطفات من كتابي الحياة الأخرة في الكتاب والسنة . 


الباحث محمد عبد الكريم الدليمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش