عودة مظفرة.. بقلم الأديب/خالد محمد الشيخ عيد
"" عودة مظفرة ""
رجعت..
ألتمسُ الدفءَ
القديم،
بعدَ رحلةِ عذابٍ
مع أسرابِِ الجراد
القادمِ من بعيدٍ.
رجعت أخلّص
ُ بستانَ أحلامي
من خرابٍ بات أكيدٍ
يبقينا في الشقاءِ
والعذابِ سنين.
رجعت..
أتقوى بأنفاسكِ،
وقبلات وجنيك؛
لأرسمَ خطة الخلاص
من عدوٍ لدودٍ
أكل الأخضر،
وما برح يأكلُ في يابس
عودِ العمرِ منذ دهور.
رجعت..
أنهل من بستان
كفيك رحيقَ
خمرٍ جففته
مرارةُ البعدِ، والخوفُ
من لسعات الدبابير،
ونهشِ جرادٍ يجهل العشق،
وينتهِكَُ الحقوقَ من سنين.
رجعت..
أجثو في محراب
مقلتيك؛
أتهجدُ بالدعاءِ،
أرسمُ صورةَ
بستاني على
قبابِ خديك
وسفوحَ وجنتيك،
بمعالمهِ التي ضاعت
منذ البعد عن
وادي حنين.
رجعت..
أهمس في أذنيك
همسة الوداع الأخير،
والأملُ يملأُ الوجدانَ
أنّ العودةَ حقٌ بات
قريباً من جديد.
رجعت..
أبشرُكِ بأن الزفافَ
غداً في البستانِ
الأخضرَ الجميلِ
على شاطئِ بحرِ عينيك،
أبحرُ فيه لأصل
إلى خديك؛
أذيبَ ما علق
بهما من ظلمَِِ باغٍ
لعين.
رجعت..
لأكملَ السهرةَ
بطعمِ شواءِ لحمِ مَنْ
غارَ على بستان
أحلامي خراباً، ودماراً،
وقتلاً للأحلام، والحنين.
فطعمهُ يقرِبُنا
للنصيبِ الواحدِ
طعمٌ لم أذقه
طوال عمرٍ مديد.
أ. خالد محمد الشيخ عيد ( الزاملي )/ فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق