قارئة الكف.. بقلم الشاعرة/مريم الراشدي
قارئة الكف
على نسمات تداعب خصلاتها
غمزتني تلك الغجرية
لمحتني وأنا أبتسم وحدي
طاف بي طيف حبيبي
اقتربَت ...
هاتي كفك أقرأ طالعك يا صبية
مددت يدي مسحورة بجمالها
وخلخالها ... زيها ... حلقها ...
لا أثق بالعرافات وأقوالهن
لكن ... مددت يمناي
قرأَت الخطوط الكبرى
طافت بتلة الزهرة
وعرجت بعينيها على تلة القمر
وبين كل موجة عين وأخرى
ابتسامة وعذب أمل
- إليك يا صبية، هكذا قالت
أول حروف الحبيب فاءً
أفاء الله عليكما
واوها معية وإشباع وعطف
- هييييه أكملي أحرف الاسم !!
- تريثي يا صبية، اتركيني أكمل
له في الغياب بعض من عقارب
بياض وسواد ... ومد وجزر
شمس وقمر ... وبتلات ياسمين
نظرت إلى عينيها
- في قرار، عينان غجريتان تائهتان
ماذا تحملان أيتها السابحتان في غياهب الآتي
هل تعلمان ما خفي ... فتعطفان بما سيجري ؟!
- على قزح من الربيع، سيسطع
سألتها بعينَيّ، وبعد ؟
فهمت وتابعت
وعلى خيوط الشمس، سيرأس
ابتسمتُ فواصلَت
وعلى وريقات الشجر، سيهجر
وعلى بياض القمم، سيثور الدمع حمم/ا/
نثرت يدي عن يد تلك الغجرية
اغربي أيتها الغجرية اللعينة ؟!
قلت في نفسي،
ما دهاني فمددت يدي ؟!
ابتسمتُ في وجهها : روحي الله يسامحك !!
أذاقتني حلاوة التفاح
وما عرفَت أنني أتوق للفلاح
بين منوع وجزوع
يبقى الإنسان طموح/ا/
تروي عيونه زير* العشاق
حبيبا ولِها لعذب الأنس يشتاق
يسيح في ملكوت الوجد
ولغجرية قلبه يحن في وفاق
وما كان من قارئة الكف
إلا أمل بزغرودة ونوتة دفّ
* زير (هنا) : 1. جرة ضخمة
2. الدقيق من أوتار آلات الطرب، كالعود ونحوه.
مريم الراشدي
المملكة المغربية
تعليقات
إرسال تعليق