الأول الأخير.. بقلم الشاعرة المتألقة /د. فتحية أشبوق
______الأفول الأخير..!_______
~~~~~~ ل // فتيحة أشبوق ~~~~~~
مضى عليه وقت طويل وهو ينتظر..
ينتظرها منذ أن توارَت وراء الأفق، و وعدُ العودة تردّده الجبال، و يرتّله غيم السماء:
-صبرا..! فلن يطول الغياب ..
و منذ يومه ذاك؛ وهو ينتظر شمسَه التي وعدته أن تعود لتشرق، من يومها وهو يرتقبها تأتي و تلملم سواد الليل حوله، لتضيء سماءه أنوارا. و تهديه حياةً بطعم الحياة الحقّة.
ظلّ يرسمها لوحةً بألف لونٍ و لون..!
بين الفِينة و الأخرى؛ تراه وقد أسلم جفونَه النّاعسة التي غزاها الشيب لغفوٍ قاهر. لعلّ الزمن يجود في لحظة، و يطوي الإنتظار المرير، و يُنهي العناء العالق غصة في الحلق .
في كل مَرّة يوقظه ارتطام الموج وانكسارُه على ندوب أمانيه التي يبتلعها ليلٌ يأبى ان ينقضي..
ثم يعود ليغفوَ أخرى كالمعاند لشدّة الإنتظار..المقاوِم لجفاء الزّمن و أهلِه مِن حوله.
فيوقظه مِن غفوته هذه المرّة انكسارُ عكازه... سندُه الذي وجد فيه أنسَ اللحظات و تسليةَ الأوقات، مِن بعد أن عشش الفراغ ضلوعه..و احدودب الظهر وما عاد يقوى على الإستواء.
ها هو الآن يميد كما المركب في الخضم..ما عاد يقوى على الوقوف و الإرتقاب .
دمعةٌ سالَت لتخطّ طريقا لها بين خدوده، لتوقد بلهيبها نار الوجع.
بكى وهو يشهد نصب عينيه بدل الشروق أفول العمر .
بكى و هو يرى نفسه يسقط.
ليُعلَن بعدها إسدال ستارة الإنتظار الغريب.
و تمام الأفول الأخير..!!
___فتيحة أشبوق____
تعليقات
إرسال تعليق