السّنديانة والدودة.. بقلم الأديب/إدريس الصغير
السنديانة والدودة
تمضغني بين الشّفتين
تحت القدمين
تصنعني
ذاك الدنجوان المشهور
أسيل مع العرق كطفيه دخان يتناثر
رمادها ترتشفني
الأرض السّمراء
العربيةُ
هي لي
حلمٌ أتعلق به يساورني
صراعٌ داخلي
تجهش جوارحي بفوضى الأماني
أحمل ذكريات المراهقة
والصبا المصبوغ بلون الفوشيا
أوهامٌ وخربشات
على كل صفحة كنت أحملها
على جدران ذاكرتي
أبحث عن منفى أدفنها فيه ؟
كُرَاسي كتاريخي
مشحونٌ بالتفاهات
كلّ الأقلام التي أستعملها رمادية
أحفر أعماق النّسيان
أربع بوصات
أو أكثر
لم أصل بعد
إلى أهدافي
اخْتَلفتْ المشارب عليّ
الحياة صارت كالسلان على ظهره
أشواك حادة
ليس هناك تصور خلف الوميض
المخيف
الصّوت
الذي كان يوشوشني
وأنا أبحث ، بين الوماضات
اختفى !
دودةٌ مسّها إرهاقُ الحفر
تعانق فأسها
تعانق ذاتها تحلم
أن تجدني
خلف الأسباب
أختبئ بين ندبات السّنديان
الدّودةُ لم تنتبه
أنني
موجودٌ منذ الأزل
عيونٌ تحت الثّرى
ترصدني
كل أشيائي
مالحة
الشفة مالحة
دموعي
مالحة
طفولتي وذكرياتي
مالحة
الخوف صار ذئبا مسعورا يهاجمني
الشّجرة الخضراء مستقبلها
بما سوف يكون
مني
انتهى ربيعها !
لم أعد أهتم بالقراءة
الحروف صارت متشابهة
لكن اللغة نفسها
والحوارات نفسها
تنشطر الدّودة إلى أمة
الحفر ، يكثر تحت الشّجرة
الأغصان ترقص
ينزل الليل .. على الليل
والضّباب .. على الضّباب
والدّيدان مازالت تحفر
الشّجرة لا تشعر
فهي متفرعة إلى لا حدود
هناك من يقول، أنها مباركة
درويشة
وأن خيراتها كثيرة
أحيانا أحاول أن أجد حلا لكبح
الدّيدان
لا يكترث الدود
يستمر بالحفر !
السّنديانة مازالت قائمة
رغم أن الدود وصل إلى الجذور
أحلامٌ مسجونة في زنزانة الفكرة
تنتظر مثل كل المساجين
الإفراج
عن الحرية
عيد الإستقلال
هو
عيد السطو على الغابة
السّنديانة
حلم الملايين
أنتظر مع المنتظرين
قد ينتهي الحفر وتُنقذ
شجرة السنديان
الدود صار يدرك أن السّنديانة
قد لا تسقط
يستمر؟
الحفر
بين الجذور.. والدّود
هناك (... )
صخرة
كبيرة لونها أحمر
كنزيف الشهداء
لم يَعمل لها حساب
الدّود
الصّخرة الحمراء هي المنقذ
الوحيد للسنديانة
لكن الدّود مازال خطرا على السّنديانة
على كلّ الغابة
إدريس الصغير الجزائر
🇩🇿 الجزائر 2016
تعليقات
إرسال تعليق