عن التعليم لتحدث.. بقلم الكاتب/أ. حسين حطاب

 ............ عن التعليم أتحدث ...... ولكم القياس والإسقاط

– إن القيود التي تكبح رجال التربية والتعليم كثيرة ، لا يمكن حصرها في هذا المقال المتواضع، لكن يمكن ذكر البعض ، منها التسلط والترهيب والضغط والردع بلا دليل والإستفزاز والتعنت ....الخ ، ولا جدوى من المكوث وراء المكاتب الفاخرة المكيفة وإعطاء الأوامر بقوة القانون ، ما لم يسهم المسؤولون بالنزول من أعلى هرم السلطة إلى الميدان للوقوف على الحقائق المرعبة ، لأن التقارير التي تصلهم مزيفة يغلب عليها طابع الإنتقام نظرا للضعف الذي يقيم في أنفسهم ، ليتمكنوا من قمع كل مثبط وتطبيق الإجراءات الصارمة ضد كل متقاعس ، وتفعيل الأليات الجدية المنبثقة من القوانين .

– كل المعايير القانونية والتنظيمية للتربية والتعليم تلح على ضرورة تلبية حقوق المعلم من حيث أنه مطالب هو أيضا أن يكون في خدمة التلاميذ.

– ونظرا لنقص الحكامة الراشدة وبحكم العلاقة المتوترة بين وزارة التربية والتعليم والمعلمين والنعرات المتواترة ، والأنا المسيطرة ، وحب الذات أصبحت الحكامة ، أنها لا تكتسي مدلولها الحقيقي التي وضعت من أجله.

– إن الجهود المعتبرة التي بذلها المعلم ولازال معطاء خلال مساره المهني لم تلق أي دعم ولا إهتمام ، يا للأسف صم بكم عمي لا ينطقون لا يبالون لا يهتمون .

– إننا بحاجة إلى ثورة تربوية تعليمية علمية للنهوض بالمشهد التعليمي والرقي بالوطن إلى مصاف الدول الأخرى التي أعطت الأولويات بلا حدود للمدرسة .

– المدرسة تصنع الوعي والشعور ، وتجعل الكل يدافع عن تاريخه وثورته وأمجاده ، كما أنها تنمي حب الوطن ، ولذلك لابد من قفزة نوعية والقضاء على المشاكل التي تمزق قلوب رجال التربية والتعليم ، وهي متصلة بالحقوق التي يدافعون عنها ، يكدون لاسترجاعها ، وما يطالبون به يكتسي أهمية قصوى ، يجب أن تستوقف كل مسؤول أكان سياسي أو إداري ، مدرك لما تلعبه المدرسة من دور هام في الترابط والتلاحم .

– إن معالجة الأزمة التعليمية لا يمكن فصمها عن مسعى شامل يشارك فيه المسؤولون ورجال التعليم برتبهم وأصنافهم والمجتمع المدني ، وذلك يندرج ضمن برنامج تحديثي إصلاحي منظم مستوفى الشروط ، مع تقديم كل الدعم اللازم والضمانات ، وتقديم الإمكانيات التي تتحدث عنها القوانين .

– أتحدث والألم يسطر خطوطه في الصدر لأجل مدرسة مهمشة حتى أصبحت غريبة ببرامجها ومناهجها ، والبعض من القائمين والمشرفين عليها ، رغم أنا هناك الكثير من الخبراء ذوي كفاءة علية تشهد لهم كتبهم ونظرياتهم وأعمالهم الزاخرة خارج الحدود ، افتحوا لهم الأبواب وعبدوا الطرقات تجدونهم على استعداد تام للقيام بأعمالهم ، لكن تلك العراقيل الموروثة تحرم المبدعين من إظهار كفاءتهم إلى العلن .

– لابد على المهتمين بالشق التعليمي أن يعرفوا أنه ليس درس يقدم ومسؤول متكبر جاحد ينكر أنه يوم كان معلما ، لأن إذا أردنا ركب المعالي عليكم أن لا تهملوا الفكر البشري .

– إن قناعتي هي قضية جوهرية أساسية في المجال التعليمي ، ومسعى واضح كي ترفع القيود المعيقة للإنفتاح في أسرع وقت ، وإن منطق الديمقراطية ليس حقا على الكبار فقط ليكونوا طرفا في إدارة الشؤون التعليمية ، بل يجب على الباقية ممارسة هذا الحق في ظروف مساواة والإحترام المتبادل للغير .

– لا يمكن أن أن يكون الإنتعاش التعليمي حقيقيا ، إلا إذا كانت إجراءات سياسية إدارية سريعة التطبيق ، رغم أن الوقت المطلوب سيكون بتضحيات لبعض الرؤوس التي ألفت التثبيط والإحباط ، حتى نصل إلى القيام بمشروع إصلاح تربوي تعليمي واسع النطاق .

– وكمعلم يحب مهنته غيور عليها أؤمن بارتقاء التعليم لو فتحت الأبواب ، وتوفرت الإمكانيات وأعطيت الحقوق المطموسة لذويها .

– أطمح لتحقيق المسعى والمطلب الضائعين منذ عقود ، ورفع كافة القيود والعراقيل المعيقة لإنعاش مدارسنا الحزينة ، وهذا لا يكون إلا إذا تساوت الرؤى واتضحت النيات والأفكار لبناء أسرة تعليمية متماسكة .

– وأتمنى من الهيئة المنوط إليها المجال التعليمي بأن تستدعي كل الفاعلين لسماع إقتراحاتهم وتدخلاتهم للمساهمة في تحقيق نهضة تعليمية شاملة دون إقصاء ، لأنه يوجد طاقات كامنة في كامل تراب الوطن .

– وبهذا سيصبح كل مسعى والذي هو إزالة كافة القيود والعراقيل حتى نصل إلى التوفيق ما بين هو ممكن وما هو مرغوب فيه حقيقة ملموسة يعيشها كل معلم يؤمن بها ، ويساهم فيها ، ويؤكد عليها .

– وإننا اليوم مطالبون جميعا بالعمل الجاد المثمر لتحقيق الأهداف المطلوبة المسطرة مرورا بتشجيع المبدعين وصولا إلى تحسين أداء العمل التربوي التعليمي .

– لا نريد أهدافا غامضة أو تمنيات ليست واضحة المعالم ، بل عملا ممنهجا ، وإجراءات صارمة ملموسة من أجل تفعيل التعليم ، ونسعى لتطهير كل المعترضين من بعض الأطراف المتعصبين للعمل التعليمي ، وتجسيد الوعود على أرض الواقع ، وإصلاحات كاملة ، وتعهد أمام الرأي العام ، وأن تضعوا اليد على مواضع الخلل الحقيقي ، وأن تعرفوا بأن هناك قدرات فكرية بشرية هائلة لابد من الإلتفات إليها .

– وفي الأخير ما وضعت السياسة لصنع المناصب ، وإنما جعلت لصنع الرجال كي يدافعوا عن إنشغالات كل مواطن يمارس واجباته وحقوقه.

بقلمي / الأستاذ حسين حطاب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش