طرق تعبرها النفوس.. بقلم الشاعرة/د. سرى شاهين
طرق تعبرها النفوس
على حدود المادة..ألتقط اصدافاً لفظها البحر كرهاً وسرمديةً...ومن لسعِ الرّياح العاصعة لتضاريس جسدي
أبحثُ عن أخدودٍ في هذا الشاطىءالّرطب حتى العفونة، لأنامَ بعض الوقت بسلام...
هل للحقيقة آثارٌ هنا وهل سيمر أحياؤها من هنا وبجدوني ؟!
رمالُ هذا الشاطىء حارةٌ جداً والمياه ساخنةٌ ، حتى الصّخور هنا حمراء ملتهبةٌ..هل انا على أرض المادةِ أم انا في جهنم ؟!
لحظاتٌ وبدأتُ أحس بنفسي وكأني أغوص في الرّمال، أنظرُ إلى
الاسفلِ فأرى قدماي يذوبان، أُصعقُ وأصرخ ولكنني حتى صدى صوتي لا أسمعهُ من قوة الرّيح والزّوابع..
أرفعُ يدايّ للنجدة فتسقط أناملي نقاطاً سائلةً مشتعلةً..ويصل الذوبان إلى جذعي فصدري فأرفع رأسي المتبقي من جسدي إلى السّماءِ واصرخ آخر صرخة* هل أنا وحدي في هذه الأرض وهذا الشاطىء الجهنمي ؟
فارى امامي شيخاً شفاف الجسد يشع النّور من وجهه، يبتسم ابتسامةً مطمئنةً ،ولكن لاتطمئن جسداً يذوب..ويقول
قبلكِ جاء الملايين ليسكنوا هذا الشاطىء الممتد على حدود المادة، وأعمتهم هذه الرّياح المُغبرة وأذابتهم هذه الرّمال الحارة ليصبحوا صخوراً لاهبةً تترامى على امتداد الشاطىء...
" وهل تقصد أن هذه الصّخور هم من سبقوني إلى هنا ".
نعم كانوا يذوبون دون أن ينادوا ويصرخوا للمعرفةِ والحقيقةِ، كانوا
يُفضِّلون الألم وأن يذوبوا أحياء على أن يعرفوا الحقيقة،فحَجَّرتهم أفكارهم وأشعلتهم نيران ذواتهم المتداعية وحمم نفوسهم الضّعيفة"
وأنت الآن ّ اخرجي من هذا الجّسد
الفاني الغاني ، لأنكِ عرفت طريق الحقيقة...
اخرجي..نزعت عنك جلد المادة المميت..اخرجي إلى طريقك..إلى البقاءوالبقاء..
وخرجت من جسدي الذي يذوب لأتركه وقد صار صخرةً بين الصخور المُلتهبة، وأنا أراه من فوق، من بعيدٍ بعد أن رحل الشّيخ
وأختفى عن ناظري بين الغُّيوم التي رايتها لأوّل مرة تزهرُ ياسميناً وتمطرها ، وأنا بين الازاهير أطير...أطير..فقد عرفتُ إلى أين
المَسير
سرى شاهين
سورية
تعليقات
إرسال تعليق