فن الغموض.. بقلم الكاتبة/سناء بركان
* ** فن الغوص***
ومن فترة لأخرى نتيه في دنيانا..تسرقنا الايام الدقائق والثواني ان لم نقل.. تسرقنا السنين من حياتنا من احلامنا من افكارنا وحتى من هواجسنا...احيانا تجرفنا مياه انهار الاحدات لتلقي بنا في بحار كبيرة بأمواجها العالية... منا من يجيد الغوص فيها فيتأقلم مع الوضع...يسبح بأريحية وبشتى طرقها... وقد يصل به الحظ والاجتهاد ان يخرج لآلئها..كنوزها...ويفسر اسرارها...حتى تظن انه ماعاش يوما باليابسة...ومنا من تجده يغرق من اول وهلة فلا يترك في حياته بصمة لأنه ببساطة لم يتقلم لم يكن مرنا ولا شجاعا بما فيه الكفاية فلا يناسبه الوضع.... وهناك من يقاوم نعم لا يغرق ولا يصل لدرجة استخراج ما يجود به بحر الحياة لكن على الاقل يظل حيا... فيريحه يوم بحره هادئ مستقر بدون امواج ....شمس ذهبية في سماء صافية بتحقق بعض احلامه الوردية... فيخزن بعضا من القوة والسعادة حتى يقاوم بها الايام العصيبة في اليوم الذي يهيج فيه بحر حياته بشتى انواع آلالام والمشاكا فتظل حياته بين مد وجزر بعضا من السعادة تساعده كي يعيش رغم الظروف وقسوتها فيظل افضل بكتير ممن استسلم من اول وهلة.... ويبقى يأمل ان يصل لمرحلة القمة مرحلة يجيد فيها فن العيش فن التواصل فن الحياة وحكمة استخراج وقراءة اسرار طبيعة البحر...حينها يعيش بسلام حين يفهم ان سر بحر الحياة انها مؤقتة...وحين يمسك لآلئها المطمئنة لقلبه الممتلئ باليقين ان الله على كل شي قدير...حين لا يغرق ابدا لما يتمسك بحبل الله المتين...وحين يتنفس بأريحية في اعماق اعالي البحار لما يرضى ويؤمن بالقدر خيره وشره...فلا يفرح كثيرا ولا يحزن اكثر فالكل مؤقت وحقيقة الوقت الانتهاء وان طال المقام...
بقلم سناء بركان
تعليقات
إرسال تعليق