في حضرة النجاشي.. بقلم الشاعر/محمد لعيبي الكعبي
في حضرة النجاشي
****************
مشيت مغبشا" بالفجر
مقبعا" بكحل الظلمة
فوق الجسور والساحات
رأيت٠٠صفين
فئة تنادي بالحرية
والآخرى
تطالب برغيف خبز
وذئاب هنا وهناك
تدق طبول الفتنة
جميعهم ينادي
عاش الوطن
فذهلت٠٠ثم بكيت
فقلت مع نفسي
إذن من ضيع وطني
حملت أمتعتي وحقائبي
وسنين حزني على كتفي
رمتني الأقدار
عند أبواب النجاشي
أيها النجاشي٠٠أظنك تعرفني
عذرا"٠٠سيدي
لن أنحني٠٠ولن أجثو على ركبتي
إلا لرب العباد
هكذا علمني ربي وأبي
أتيت إليك٠٠من أرض السواد
أخي انقطعت أخباره
وابن عمي وجاري مهجر في مدن الضباب
ضائع بلا وطن
في شتى البلاد
هربوا جميعهم
مِن٠٠ومِن٠٠ثم عم الفقر وساد الفساد
ياسيدي٠٠أتيتك حاملا"
حكاية أهلي٠٠وقومي
فاسمعها
هذه يدي أظنها شلت
وهذا الفؤاد الصاخب كأنه الطير المذبوح
إعشوشبت حدائق الحزن فيه
وتلك العيون ابيضت
وخطواتي
كم عادت أدراجها انكسارا٠٠؟
كل هذه الأسئلة
تدور في رأسي
أعياه الصمت
هل ترآه؟
ياسيدي٠٠لا أظنه بخير
أسالك
أي قميص يشفي ليعيد نظري٠٠ويشفي هذا القلب
أيها النجاشي٠٠
أقسم عليك
علمني
كيف أخطو من جديد؟
وأن تجد أكسير فرح يكسر الدمعة الياقوت
فأنا الوحيد في هذا الكون
لاهدهد يلقي بكتاب٠٠ولاملائكة الشعر تحمل عرشي
أما ترى٠٠
أتشرنق حولي٠٠والحزن يغمرني
أرجوك٠٠أرجوك
فك قيدي من فم الأفاعي
واضرب بعصاك حدادي
ليضيء الظلام
واضرب بعصاك فؤادي
ليغني للغد٠٠للسلام٠
بقلم محمد لعيبي الكعبي/العراق
تعليقات
إرسال تعليق