زخات من مطر.. بقلم الأديبة/نعيمة سارة الياقوت ناجي
زخات
من مطر المساء البارد
أخرستها الريح
على سرير الصمت الغريب
ماعادت تبلل الجدائل...
ولا الأقدام حطت بينها الرحال..
حر... وقيظ يساوم النسائم
والسحاب بطيئ في عيون المزن دامع...
إلى أين؟
إلى أين يسري
بنا هذا الليل؟
في غياب براق
يمشي الهوينى
متبخترا بين الأطياف والأنين
يحاكي الحلكة
على رقعة مزقتها طقوس الصلوات بلا مواعيد في غياب جلجلة الماَذن.....
بلا محاريب ولا تراتيل
إلى أين يأخذنا الحنين وقد تاه بين الخطوات...
فكيف نقتفي أثره بين عنف الضياع وزبد البحر...
كل شيئ إلى زوال مبتسما للغرابة في عزالدوران....
لاالشمس حاكت خيوطها رداء للعابرين...
ولا السماء جادت فأمطرت
تغيث الظمأى على الجسور...
ولا الأرض صرخت زلزالا يدوي في وجه الغدر...
هي بحات في حلق الحناجر
مقطوعة الوصال تغازلها الرياح
ولا مطر يجود زخات
ولا قطرات تنقذ
مااستتر خلف السحاب
فكم يلزم هذا الصدر
من صخرة على قفصه
تضمد الجراح
أو حتى تلقيه صريعا
فوق الموج
أو تحت الركام...
فيا زمن الوصل
أشتاق لعناق
أرغب في زورق من خشب
بلا مجداف
أقاوم حد الفناء
سيان ...غرق أونجاة
فلا حنين تكبر عند الصلاة
ولا شوق هلهل حين الاَذان
حتى الأجراس
صدأت بين ممرات الكنائس
كل الأصوات مبحوحة
أهو زمن الصمت البئيس
حل لعنة بين الأنام
لا كبرياء ولا حبا أعاد
تراتيل العشق
في زمن الضياع...
فكوني أنت سيدة يا معشوقة الكون كوني ملجأ حين المنافذ تغلقها البنادق ياشهدا من رحيق الكبرباء
كوني صوتا عاريا في فم الريح
أردد رجع صداك البهي
هناك بعيدا عن الصداع
نحيا ثنائيات السفر على زورق النجاة
كرحلة نوح زمن اليقين...
نسامر المساءات....
تبللنا زخات المطر المنتظر...
فإما نجاة بعز
أو غرق حد الفناء...
...نعيمة سارة الياقوت ناجي
تعليقات
إرسال تعليق