أخلاق للبيع.. بقلم الأديب/د. محمد المصري
أخلاق للبيع
*********
مول الخيال العلمي في جميع قارات العالم يقدم للسادة المواطنين وبكل فخر..المنتج الجديد الذي أستغرق في مدة صناعته حولين كاملين..مسحوق..أخلاق للبيع..
التخبط يسود البشر يتزاحمون يتساءلون يتلاعنون يسبون يشتمون..سقطت من الذاكرة تلك القيم النبيلة والتي تحلي بها الأجداد في حقبة زمنية ولت واندثرت.
تري الفضيلة في محنة..القيم في أجازة مفتوحة غير محددة المدة.اما الأخلاق التي تندرج تحتها كل القيم النبيلة خرجت ولم تعد حتي الآن والكل عزم الأمر عن البحث عنها في شتي بقاع الأرض..منهم من ضل الطريق ومنهم تواني وتكاسل ومنهم من لا يعنية الأم برمته..ومنهم من تظاهر بالبحث هنا وهناك.
استباحوا كل شئ...النميمة..الظلم..الوشاية..المكائد والدسائس
ورمي المحصنات بالبهتان.
هنا إنطلقت الصرخات من أهل الخير..انطلقت الصرخات من أهل الفضيلة. كفاكم ظلما في عباد الله..كفاكم فالحمل ثقيل ثقل اوزارنا. نكفكف دمعاتنا علا يغفر لنا الله خطايانا.
ماهي إلا لحظات وأصوات الميكروفونات عبر الأثير.وفي مكبرات الصوت عبر المساجد..واجراس الكنائس تدق بعنف تعلن عن النبأ الحزين والذي أثلج صدور البعض.
ماتت الأخلاق..ماتت الأخلاق.
توافد الجميع من شتي بقاع الأرض لتشييع جنازة الأخلاق وانشقوا بين أنفسهم من يتواجد في الصفوف الأولي ليس حبا أو عشقا في الأخلاق بل ليتأكدوا انها فارقت الحياة وشيعت لمثواها الأخير..
انزوي هناك نفر قليل في زوايا القارات الخمس يبكون في صمت
غير مصدقين يلوحون بأيديهم مودعين الفقيدة الغالية.
وهنا استفحل الأمر وسعي الباحثين والعلماء وصناع الأزمات
لصناعة منتج الأخلاق..هناك مؤيد والاكثرية الرافضة لذلك المنتج
وانقسم العالم...وتاهت الحقيقة..الي أن أطل علينا في الخفاء ذلك المول..توافد الجموع يحملون المعاول لهدمه في اللحظة التي قاومهم القلة القليلة التي كانت تبكي في صمت.
ومازال الصراع قائما.
*****************
محمد المصري
تعليقات
إرسال تعليق