صحوة منتظرة.. بقلم الكاتبة/د. سلوى بنموسي
صحوة منتظرة / قصة د.سلوى بنموسى
المغرب
غلبتها الأيام القحاط ندى ؛ وسنين البؤس والحرمان والتدلل والاستكانة مع الوجع والأنين ؛ اذ شهدت وسادتها سيلا من الدموع والآهات ترتقي لرحاب السماء بدعواتها وترجعها خفية إلى روحها العليلة
كم ترنحت وهاجت ونفرت وضجرت ؛ وألم بها ألم بليغ شل حركتها وفقئ ما بقي لها من ماء الوجه بصمت !!
انه صمت قاتل أن تتمسكن للتمكن من مسايرة حياتها ومن عبور سفينتها لبر الأمان
كان سي سيد عبدو لا يجد شيئا جميلا سوى إرهاقها والتنمر عليها واغضابها والتلذذ بدموعها ..
أجل إنه أناني ونرجسي يعشق المال وروحه فقط والجميع فليدهبوا للجحيم هو والطوفان سيان !!
كانت رتيبة فلذة كبدها أول العنقود ترى وتسمع وتبكي لبكاء أمها . ذات يوم طفح الكيل بالابنة فناشدت أمها الرحيل إن لم نقل الانفصال أو الطلاق أسكتتها أمها ندى جزرا قائلة لها بأن الموضوع لا يخصها ؛ ولا يجب أن تتدخل في مواضيع الكبار وان تهتم بصحتها ودروسها فقط
مرضت ندى فلم تجد بعلها إلى جانبها بل وجدها حجة لغيابه المستمر للبيت والسهر مع بنات الهوى وأصدقاء السوء
رجع يوما لبيته يترنح ويغني بعض الأغاني بصوته المضحك
صدم وكأنما ضرب على قفاه لأنه لم يجد زوجته الجميلة تنتظر تراب قدميه واطلالته البهية !!
جن جنونه وهو يبحث عنها في كل غرف البيت .
أجابته رتيبة الابنة : أمي رحلت ولن تعود اليك ..هذا آخر كلامها
ضرب الحائط بقبضتي يده وبدأ يبكي كطفل صغير ..
ربتت رتيبة على كتفه قائلة
إن أمي لها شروط !! ان لا تهينها.ان تضحك في البيت بدل العبوس واختلاق المشاكل ؛ أن لا تسهر مع أصدقاء السوء ؛ وتتنحى جانبا عن معاقرة الخمر
وآخر بوند لها أن لا تضربها وتعنفها
أجاب عبدو نعم نعم نعم أوافق ..سأذهب لجلبها حالا من بيت أبيها ..
ضحكت ابنته منه مداعبة :
إذا أصعد أبي لسطح البيت فهناك ستجد ماما الطيبة والحنونة
قبل ابنته وما إن صعد السلالم حتى سقط
نال جزاء طيشه وسكره ولكن حمدا لله اصيب ببعض الخدوش فقط
هرولت زوجته المصون لاحتوائه ومساعدته على المشي لغرفته الخاصة
شفي الزوج ولكن سرعان ما عاد لطبيعته الأولى
الرجال لا يتبدلون
- الا من رحم ربي -
« فقد عادت حليمة لعادتها القديمة »
فماذا عسى الزوجة أن تفعل يا ترى ؟!
تعليقات
إرسال تعليق