قبس.. بقلم الأديب عبدالستار عمورة
قبس
أنام كل ليلة بأسمالي البالية ..أرتجف من
البرد.
في الصّباح الباكر و أنا متأبّط محفظتي الّتي
تفنّنت إبرة أمّي في إصلاحها.. قابلتني
المدرسة "الكولونياليّة" بجدرانها
القصديريّة الصّفراء.
هناك على مرأى من شجرة القيقب ،
استقبلني بعصاه و صوته المفجع ..
- لاتتأخرمرةأخرى ..!؟
التفتّ إلى الشّمس وقد بسطت
ابتسامتها على قريتي البائسة ، ملامسة
أرواحهم الطّيّبة .. انتشى قلبي حينئذ بسرّ
روحيّ.. نفضت عنه ملاذّ أحلام عابرة .
رفعت رأسي مزهوّا بنفسي ، وبالصّلابة الّتي
تجبّلت عليها.
نفخت أوجاعي في يديّ البريئتين ..
تبدّدت آلامي، في انتظار المزيد من
الصّدمات لأنضمّ إليهم.
انعتقت روحي ..هاهيّ تتمشّى في دروب
ترابيّة محفوفة بأشجار الزٌيتون ..طيف أمّي
ودّعني .. عبق البارود لازمني ..صوتهم من
الجبال ناداني.. خمدت نار فارس؛ انبجست
الشّعلة المقدّسة..زغرد الرّصاص مع الثوّار
والحرائر.. رفرفت الأعلام سامقة..
تحياالجزائر.
الأديب عبد الستار عمورة الجزائر
بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 18فيفري
تعليقات
إرسال تعليق