أقمار الصغار.. بقلم الشاعر الكبير/د. حسن أحمد الفلاح

 ٣٨ ) أقمارُ الصّغارِ 

نمْ يا فتى فالصّابرونَ على ترابِ الشّامِ 

يحييونَ الوجودْ

نمْ كلّما جادَتْ على أنوارِنا 

سحبُ الكرامةِ من جذورِ الأرضِ 

في صبرٍ وجودْ 

نمْ يا فتى فالصّبرُ عنوانُ الشّآمِ 

على تجاعيدِ الثّرى 

يحيي منَ الأقمارِ أنفاسَ الصّمودْ 

وأراكِ ياشامُ العروبةِ 

تحرسينَ الفجرَ من عتمِ النّهارْ 

كم غنّتِ الأنسامُ فيكِ قصائداً 

تحيا على أسرارِها 

كالجمرِ أقمارُ الصّغارْ 

يا شامُ كالجمرِ تحنينَ النّدى 

من شهوةِ الأقدارِ كي تحكي 

سلاماً للدّيارْ

وأراكِ بينَ سحائبِ الليلِ تحاكينَ الثّرى

كي تحملي وجعَ الأجنّةِ في القفارْ

أمٌّ هناكَ على الرّصيفْ

لن تبكي من وهجِ الفجيعةِ إنّما 

تبكي على عتمِ المنافي والرّدى 

وهناكَ بينَ محافلِ التّزييفِ 

يرثيها النّزيفْ

جفّتْ رمالُ البحرِ من دمعٍ يهدْهدُ نورَنا 

كي ترتدي شامُ العروبةِ

من شراعِ الفجرِ أمواجَ الخريفْ 

لا الصّيفُ يحيا مرّتينْ 

وعلى ضفافِ النّهرِ يحتبسُ الرّغيفْ 

قانونُ قيصرُ في المدارْ 

يحكي ويهجيهِ الكبارْ 

كفوا عنِ التّسويفِ في أسفارِكم

فالموتُ يعجنُ خبزَنا 

في رحلةِ للصبرِ من جمرٍ ونارْ 

قانونُ قيصرُ لن يدومْ 

وعلى جثماينِ الضّحايا ترقصونْ 

تبّاً لكم 

في محفلِ التّكوينِ تحييونَ النّذالةَ والأنينْ 

هل تعلمونْ ؟

فجرُ البنفسجِ ينسجُ الأقدارَ 

كي يحيي تلاوينَ الحنينْ

وهناكَ في أوكارِهم 

يتلامزونْ 

كي يقتلوا الإنسانَ من عجفِ السّنينْ

قانونُ قيصرُ بدعةٌ أخرى 

يحاكي الطّفلَ في عتمِ الضّياعِ 

على خرابيشِ الدّجى

كي يحتسي من جسمِنا 

رمدَ الفجيعةِ في صراعِ الأولينْ 

وهناكَ غورو يرتدي ثوباً منَ الأحقادِ 

يدرعُهُ الجنونْ 

هيا إلى أحزِاننا 

يحيا صلاحُ الدينِ فينا 

من ترابِ الشّامِ يأتينا اليقينْ 

وهجٌ منَ الإسلامِ تحييهِ الشّآمُ 

على جناحِ الخافقينْ 

والنّورُ نورُ اللهِ يحيي الضّفّتينْ 

من بحرِنا يحيا صباحُ الرّافدينْ 

وهناكَ في الأوراسِ تحيا بلادُنا

كي ترتدي الشّامُ ثيابَ اللهِ 

من لبنِ الحنينْ 

شكراً لكلّ فسيلةٍ نبتَتْ 

على أرضِ الشّآمْ 

وتدمشَقَتْ في الأفقِ 

كي تحيي رياحينَ السّلامْ 

شكراً لكلّ خميلةٍ غمزَتْ إلى جثمانِنا 

رمقاً يزيلُ الصّمتَ من عتمِ الظّلامْ 

شكراً لدمعٍ قد تحنّى من ثريّاتِ النّدى

شكراً لفجرٍ يحملُ الآمالَ من بينِ الرّكامْ 

شكراً لسوسنةٍ تعانقُ فجرَنا 

في الشّامِ يحييها الحطامْ 

شكراً لكلّ سحابةٍ نبتَتْ على أجسادِنا 

كشائقِ النّعمانِ منْ مطرٍ 

يسيحُ على ثنايا الجرحِ من عرقِ الإدامْ 

شكراً لكلّ حمامةٍ غنّتْ نواحاً 

يرتدي ثوبَ الفجيعةِ والوئامْ

شكراً لغيثٍ غسّلَ الأشواقَ فينا كي ننامْ  

شعر د٠حسن أحمد الفلاح



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش