وجها لوجه...بقلم الشاعرة نجية مهدي
وجها لوجه......الحياة و الموت
دع يا قلب ذكر الحياة فهي
حتى لا تستحق الذكر انها
فانية لا محالة وكم احرقتني
بجمرها فانا مصفاة الذنوب
فهذا البدن مقسم بين دفتين
فالقلب مستودع للقيح
والروح ريشة في مهب الريح
ترتفع تارة الى العلياء وتارة
الى ما دون ذلك وانا ساكت
ماعساي افعل فالجروح صامتة على مضض تتقاسم
هذا البدن المنهك فلا العضلات تتاسف على سحقها
لعظامي ولا قدرة للعظام على
الصبر بعد ان نفد.....هي ضريبة ندفعها ثمنا لما تمتعنا
بشبابنا بقوة وصحة وتجوال
بين فراديس الحسنات.....
الان تشكو وبشدة الى المرأة
ضنكها.........البدن مهشم خاو
فالسقوط وارد في كل لحظة
والالام كأنها تثأر مني وكأنّ
عداوة قديمة بيني وبينها
نعم اتعبناها سنوات عديدة
وحمّلناها فوق طاقتها ان
الاوان للمنجل ان تسحق
الزهور، وتجز الثيل الذي تعبت عليه جلّ قوتي
سرتُ وسرتُ واقدامي شكتني وتوقفت الا خطوات
عديدة بين ترنُح والثبات
لا غفران تمنحها فهي عاجزة
واما العمود الفقري ما عاد
عمودا منتصبا يزهو بمنظره
ويقهر بعضا من الاشجار
النافضة. كلما ضمدتها تزداد
شكوى.....لا تتعب بقيتك فانا
رحلتُ ولا شفاعة لك على
استردادي.......انا الحديد
الصلب انا المسير انا دابتك
المطيع........الان لاشكوى اقبلها ولا حنين يردني... سار
القطار بحمله الان محطتي
الاخيرة.... ارحميني من ثقلك
كيف احمل ثقلك وقد اخذت
مني السنين رونقها و رشاقتها ... يا لك من صنديد
لا يلين.......سرتُ وحيدة ولا
من شفيع.....هنا الايام احلام
كاذبة...... ردّ لي بعضا من
شموخي....اليوم لا اعصار
ولا رغبة لسير ذاك الطريق
وقد سدّ عليّ ما لها من محيص......تجرثمت جذور
العودة وهنا مقامك انتظر
الاجل ربما يسعفكِ.........
وجرفني اعصارالى اخر الخريف ولمْ ارَ وردة واحدة.لمْ يبقَ عندي الا كفني
وارضي مساحتها ١ م عرضا
و٢ م طولا..بعد ان سرتُ
سبعين متر ونيف وقطعت
الارض طولا وعرضا.......هل
سأتعض وظلمات اللحد فوقي وشاهدة مكتوب عليها
اسمي تاريخ ملادي المزيف
وتاريخ سكني في هذه الثكنة
الخالية الاي.
نجية مهدي
تعليقات
إرسال تعليق