أضواء على خطبة الجمعة...بقلم المحاضر حسين نصرالدين علي إبراهيم
خُطْبةُ الجمعةاليوم المُوافق السابع عشرمن فبراير2023بمسجدسيدنا آدم عليه السلام بدمياط اعتلى المنبرالشيخ الأستاذ/محمد رزق،إمام وخطيب المسجد،بعد عودتِه من أداءالعمرةالمباركة بارك الله فيه،وعنوان الخطبة(شُكْرُ الله على النِعَم ِ،أو"لئن شكرتم لأزيدنكم"):النصوص من مصادِرِهاالطبيعيةالأصيلةالقرآن الكريم والسُنة النبوية المُكرمة والصياغة بقلم:حسين نصرالدين .
مُقدمة:هذه الغمةعن الأمة وأن يكفيَنا شرَالبلاءِوالوباءِوالزلازل ِوالغلاءِوأن يشفيَ كل مريضٍ،ويُعافيَ واستهل الشيخ الكريم خطبته بالدعاء للأمتيْن العربية والإسلامية بالسلامة والمعافاة ، وأنْ يكفَ كلَ مبتلىً ، ويُضمدَ جُروحَ المجروحين والمُصابين ، وارحم الشهداءَ والثكالى والأيتام ، قال تعالى :
{(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون(102}من سورة آلِ عمران .
حمد الله تعالى وشكره : أنعم الله تعالى على الإنسان بنِعمٍ كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصى،وكان على الإنسان أن يشكرالله على نِعمه كي تدوم ويبارك له فيها،وأن يحفظها من الزوال،قال الله تعالى(وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم) الآية 7من سورة إبراهيم عليه السلام،شرط المُداومة على شكرِ الله على نعمائِه ،فيحمدَ المرءُ الله على طعامه وشربه وكسائه وكل خير ٍ أصابه من الله وكل نعمة ٍ أنعم الله بها عليه .
وينسبُ النعم إلى الله تعالى وهذا من تمام الشُّكر.
ومن صورِ الحمدِ والثناءِ على الله عزَ وجلَ على نِعَمِه : الحمد والشكر باللسان ، وسجود الشكر لله سبحانه وتعالى،كما يُسن سجود الشُكر عند قدوم النِّعم،وعند دفع النّقم أيضاً ، قال تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ الآية 11 من سورة الضُحى ،ومن شكر الله على النعم المحافظة عليها فمثلاً نعمة العيْنيْن والإبصار أن تقرأ القرآن الكريم بها وألا تنظرَ بهما إى حرام ٍ حرَمَه الله عزَ وجلَ ، وهكذا في باقي النعمِ . فبالشكر تدوم النّعم،ودوام النّعم من دوام الشّكر.
ومن أشكال الشكر على نعم الله تعالى :الرضا بما يملك وعدم الاعتراض على الأرزاق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من أصبحَ معافًى ً في جسمِهِ آمنًا في سربِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا)رُويَ في الصحيحيْن.والشُكْرُ على نعماءِ الله هو تأدبٌ مع الله عزَوجلَ،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إنَّ اللَّهَ يُحبَّ أن يَرى أثرَ نعمتِه علَى عبدِه) .
ما هو أفضل شيء يقوم به الإنسان لشكر الله على نعمه التي منّ بها علينا ؟ .
أولاً:الشكرهو:المُجازاة على الإحسان،والثناء الجميل على من يقدم الخيروالإحسان:
قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ )سورة البقرة الآية 152 .
ثانياً:أعظم من قام بهذا الأمر،فشكرربَّه،حتى استحق وصف"الشاكر"و"الشكور"الأنبياء والمرسلون عليهم السلام:قال تعالى:(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)سورة النحل/ 120 ، 121 .وقال تعالى(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) سورة الإسراء:/ 3 .
ثالثاً:ذكرالله تعالى بعض نعمه على عباده،وأمرهم بشكرهاوأخبرناتعالى أن القليل من عباده من شكره
قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواكُلُوامِنْ طَيِّبَاتِ مَارَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوالِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تعْبُدُونَ) سورة البقرة/ 172،وقال تعالى (وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ )سورة الأعراف الآية 10 ،وقال:(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) سورة الروم/ 46 .كما قال الله تعالى(وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم34،ثم منَّ الله علينا فغفر لنا تقصيرها في شكر تلك النعم ،فقال(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاتُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌرَحِيمٌ)النحل الآية 18.وقال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه (لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ:اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ،وَشُكْرِكَ،وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ) .
رابعاً:كيف يكون شكر العبد ربَّه على نعمه الجليلة ؟ يكون الشكر بتحقيق أركانه وهي شكرالقلب، وشكراللسان،وشكر الجوارح ،وهنا يثثورُ سؤالٌ : ماهي النِعَم التي يجب شكرُالله عزَوجلَ عليها.؟: ونقول من غير إطالة:هي نعم مرئية موجودة ومحسوسة،ونعم مرتقبة أو منتظرحدوثها،ونعمٌ منسية. أحسن الشيخُ وأجاد،وإلى جمعةٍ قادمةٍ إنْ كان في العمرِ بقية .ً
تعليقات
إرسال تعليق