موقد الصقيع...بقلم الشاعرة سرى شاهين
موقد ..الصقيع
لِيكنْ هذا الصَّمتٌ المُطبق
بين قهوتي
وحضورك
ِليكنْ هذا القلب
بين قربي من الإله
وحد السكين
لا تَسأل عني
بينَ حقولِ الياسمينِ
فأنا ضِد الاشياءِ
وأنا بداية العالمين
عندما يرعدُ الخوفُ
يرتقيكَ ربما
يزدريكَ ربما
لكني أراكَ
عصفوراً ينتظرُ القمحَ
حينَ ينبت
وقمصاناً للشَّعير
عندما يصحو..
في الحقولِ الأُولى
لم يَكنْ سواداً لإنسانْ
اقتحمتَ الحُقولَ
وأنا لم أكنْ هناك
بل كنت الزَّمان..
عندما يصحو الذئبُ
لاتبحث عني
أنا بين أنيابه
أقتحم كلَّ شيءٍ
حين يصحو الوجود
يرتعبُ الذئبُ
كلَّ شيءٍ يتوقف
عن حركتهِ.
ترميني على سُلَّمِ الحياةِ
لن اعترِفَ بالوزنِ
فحاسبني يامن تملك القمحَ
أنا الوزن الثَّقيل
حاسبني إذاً على المستحيل
إن زدتَ في النّارِ
فأنا النّارُ
وأنا الكثيرُ وأنا القليل
يشتهيني الحطبُ اليابسُ
في غيبتكَ
ويحتويني الزيتون
واللبن المُصفى
في صباحِ أمي كوب
ألن تسأل عن الشّاي؟!
فقد غلبتنا العاطفةُ المُستعرة
من خوفٍ قادمٍ
من أناملٍ
اشتاقت للحصادِ
وتعلمت في غيابِ تَموز..
برغم الحصا الكثيرة
مازالَ النهر يجري
بوجود الصُّخورِ
البحر دائماً يُغني
راهن على الحياةِ والعدمِ
لِأَتكئ قُربَ نفسي
تصمت في حضوركَ وغيابكَ
وأنا أُحلل كلّ شيءٍٍ
بعيدٌ عن كلِّ شيء
وفي كلِّ شيء
في كلِّ شيء
زد نار الذهولِ
وغني أُغنيةَ الرَّحيلِ
يرتعيني خوف الحاضرِ من الحاضرِ
ويُحاربني ألف جنديٍ مجهول
وأنا لازلتُ
أغرقُ في القليلِ
والوطن مازالَ
يقشعر بدنه
من كلِّ بقعةِ دمٍ
وما زلت تبكي عند رحيلي
بقلم . سرى شاهين
سورية
تعليقات
إرسال تعليق