جمل مبعثرة....بقلم الأديب علاء العتابي

 جمل مبعثرة 


مر الجهل والتخلف على عجالة بالقرب من شباك الصفِ ، شاهدوا مدرس المادة يغادر الصف بعد أن أرهقت تفكيره معضلة ما ، لم يجد معها حلا !

نط الجهل من شباك الصفِ واعتلى مقعد المدرس ، بينما جلس التخلف على أخر لوح في الصف !

لوح  الجهل للطلاب بيده مع صوت قوي ، دوي بقوته أركان الدرسِ!

أفاق الطلاب من صفنتهم والهمتهم تنبيهات التخلف بقوله بصوت عال : نعم أستاذ!

آخذ طبشور أبيض وبدا يكتب جملته. 

لو فسدت ثمرة التفاحة مِن داخلها وهي في سلة البقال! 

فأنا لنا أن نأكلها ؟

انقطعها ونخرج ما أفسدها  أم نغسلها ليظهر رونقها أكثر بهاء!

أنقسم الطلاب لفئتين ، فئة مع تقطيعها والفئة الأخرى مع غسلها! بينما جاءت تكملة الجواب من التخلف علينا أن نستبدلها بواحدة أخرى ونترك البقال يبيعها لغيرنا!

أثنى الجهل على جواب التخلف بقوله : صدقت ؛ فلا حاجة لنا بها !

أستبدل الطبشور الأبيض بواحد أخضر وبدا يكتب سؤاله الثاني مع تشجيع من التخلف بصياحه مع الجميع : أستاذ ، أستاذ…. أستاذ ، أستاذ …. أستاذ إيبان منه لمعرفة السؤال قبل عرضه!

جاء ساعي البريد ومعه رسالة بلا عنوان وهو يطرق باب المرسل أليه سقط منها طابعها !

هل نخرج رسالة الظرف مِن داخلها لمعرفه صاحبها أم نذهب ونشتري طابعًا جديد لها!

قال جميع من في الصف نشتري طابعًا جديد ونلصقه فيها ، بينما خالفهم قولًا التخلف مجيبًا: نكتب على البيت الدار للبيع !

صدقت ؛ فلا حاجة  تستدعي أن نتعب بها يدي ساعي البريد بطرق الباب ظهرًا !

أستبدل الطبشور الأخضر بواحد أحمر !

وبدا يخط جملته الأخرى مع إلهام شديد من طرف التخلف 

نعم ،نعم أستاذ … نعم أستاذ نحن لها!

قضمت الذبابة حبة من طرف كيكة الميلاد ، إثناء بلعها لها اختنقت وسقطت مغشية عليها !

هل نسكب لها عصير العنب أم نعمل لها تنفس اصطناعي !

سلم الجميع بعملية التنفس الاصطناعي.

نطق التخلف :  نغني لها بصوت عالي أغنية العيد !

أحسنت ، ندعها تفرح بعيد الميلاد !

أخذ الجهل الطبشور الأسود يكتب بيده اليسرى على الصبورة السوداء

صوب الجندي بندقيته نحو المرمى ، تخطت طلقته مربعات المرمى

هل نخيط المربعات لتصبح مربع واحد أم نستبدل البندقية بفوهة مدفع تقلع بها المرمى كله!

صوت التخلف بنسف المرمى 

بينما صعق الطلاب من سؤال الجهل وإجابة التخلف

كيف لك أن ترسم هدفًا لا يبصر.

هرب التخلف مصطحبا معه الجهل حال دخول مدرس الصف .

خط بيده بالطبشور الأبيض مبعثرًا جملهم الواهنة بعبارة أعرب ما تحته خط!

وطني العزيز شباك الأعداء وإن أمسكت رسالة ميلاد حبيب ؛ فلا تستطيع صد رصاصاته؛ حتى لو أفسدت ذبابة ثمرة تفاح من داخلها .


علاء العتابي 

الولايات المتحدة الاميركية


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش