فاعل خير بقلم الشاعر والقاص عزيز بوطيب
فاعل خير
خرج من بيته المنزوي بجانب الشاطيء..حين رأى فتاة يافعة تود الارتماء على صخوره ،محاولة الانتحار..
ذهب اليها واستعطفها ان تعدل عن قرارها..حاول ثم حاول ان يثنيها عن فعلها...
وفي الأخير استطاع ان يجذبها اليه مانعا اياها من الانتحار فوق صخور الشاطيء.
طلب منها ان تحكي وتقص عليه الاسباب التي دفعتها لوضع حد لحياتها..
قالت..كنت في علاقة غرامية مع شاب اكن له له الحب والتقدير.ومنحته ثقتي ولم اكن انوي انه سيرميني حين حملت منه..ووجدت نفسي بين مأساتي وبين اهلي الذين لن يغفروا زلتي.
سألها ان كانت تود العودة الى بيت اهلها ..لكنها رفضت خوفا من ابيها واخوتها..
طلب منها الذهاب الى بيته وكان يعيش وحيدا وهو من قرية صغيرة..كان يشتغل كي يعيل اسرته..فذهبت معه.
واثناء اقامتها كان يعاملها كاخت ..حيث وفر لها غرفة،وكان يستجيب لكل طلباتها في الوقت الذي كانت هي تقوم بواجبات البيت..
مرت ثمانية اشهر حين عاد يوما من عمله ليجدها ملقية على الارض مخضبة بالدماء..
حار به التفكير..لكنه استقر على مناداة سيارة الاسعاف..التي اخذتها على تلك الحال في غيبوبة.
لم يستطع تحديد قرابته منها لدى ادارة المشفى..الشيء الذي استوجب استعاء الشرطة.
كانت اسرتها قد تقدمت ببلاغ باختفائها..مما استدعى حضور ابيها وامها بعد ان عرفت الشرطة هويتها.
اتهمت الاسرة ( فاعل الخير ) باختطافها واحتجازها..في الوقت التي كانت (سعاد ) في غيبوبة تامة.
اعتقلت الشرطة فاعل الخير واحالته على النيابة ..ثم على المحكمة التي قررت في شأنه الحكم بالسجن خمسة عشر سنة..
قضى منها خمس سنوات ..بعد ان استيقظت سعاد من غيبوبتها وصرحت للوكيل العام بكل شيء وبرأت ذمة فاعل الخير.
لكن امها كانت تصر على ان كل تصريح لابنتها غير معتد به لانها فاقدة للذاكرة..
كان الوكيل العام ذكيا..ومتمرسا..فاحال القضية مرة اخرى على الشرطة القضائية لتعميق البحث في النازلة..
وظهرت الحقيقة..وتمت اعادة المحاكمة كي يبرأ حينها فاعل الخير بعد ان قضى ردحا من الزمن بالسجن...
انها ضريبة العمل الطيب..
كثير من الناس ينوون فعل الخير.فتنقلب عليهم الامور.
عزيز بوطيب
المغرب.
تعليقات
إرسال تعليق