بلا أمل...بقلم الأديب محمد المصري


 بلا...أمل !!!

**********

حينما يتحول الحلم إلي حقيقة فهذا شئ طبيعي .بينما أن تتحول الحقيقه إلي حلم هنا تغلق جميع الدوائر والتي كان من الممكن أن نصل إلي حقيقه تلك المعادله الصعبة.

طفلة لم تتجاوز الثانية عشر من عمرها تعيش مع أختها الكبري.في ذلك المنزل الكبير والذي تحوطه حديقة رائعة من كل الجهات..كانت طفلة جميلة مدلله من والديها .

سافر الوالدان في رحلة لاتتجاوز اسبوع لزياره الأقارب

وتركا الصغيرة مع أختها الكبري لتؤانس وحدتها .

كانت السحب والغمام يحجبون ضوء الشمس وعلي مايبدو أن السماء تنذر بمطر غزير ورغم بروده الجو ألا إنهم بقيا في الحديقه يتأملون ذلك المشهد الرائع لذلك السحاب الذي يرسم مناظر فاتنه خلابه أخذت أختها الصغيره وهما بالدخول إلي المنزل فقد أحسا ببرودة شديدة 

دق جرس الباب الخارجي هرعت الطفلة لتستطلع من الطارق؟

إذ بساعي البريد يناولها تلغرافا جاءت أختها الكبري تسلمته علي الفور...سنصل غدا مساءا..

تهللت اسارير الطفله سيصل والديها غدا مساءا 

اسرعت الي حجرتها فرحة  نشوانة.فتحت دولابها وأخرجت فستانها الجميل وجهزت حذائها وكل شئ لتكون في أبهي صوره أمام والديها. جلست تتسامر مع أختها بعض الوقت.

هطلت الأمطار بشده بعد أن زحف الليل. آوت إلي فراشها

وعاشت الحلم..غدا مساءا ستعدوا مسرعة إلي محطة القطار لتكون في انتظار والديها..تري كيف يكون اللقاء..اسبوع كامل سبعة أيام وهي بعيده عم أحضان أمها التي تعشقها بجنون. 

أخذت تتقلب في فراشها وبين اللحظه والأخري تنظر تجاه 

النافذه علاها تجد بزوغ الفجر.

طال حلمها وهي تتخيل أنها ممسكة بيد أمها وابيها وراحت تغمرهم بقبلات هستيريه. 

أشرقت الشمس.هبت من فراشها أيقظت أختها وتناولا إفطارا

خفيقا. ومازالت تحلم..لاتكاد الساعه المعلقه هناك علي الجدار أن تتحرك عقاربها كمن توقف الزمن. 

سألت أختها متي يصل القطار .في السابعه مساءا حبيبتي.

كوني في إستقبالهم لأني سأكون مشغولة في إعداد الطعام

المسافة لمحطة القطار لا تستغرق سوي خمس دقائق سيرا علي الأقدام.

دقت الساعه السادسه مساءا تهيأت الصغيرة للإنصراف. 

أسرعت تجاه محطة القطار وجلست في أماكن الإنتظار علي الرصيف..وبين لحظه وأخري تمعن النظر إلي الساعه المعلقه علي الرصيف المواجه.

مر الوقت بطيئا إلي أن دقت السابعة تهللت اسارير الطفلة دقائق معدودة وتلتقي بأمها وأببها..وقفت علي الرصيف تنتظر

مرت نصف ساعه ولم يصل القطار..رأت هرجا ومرجا وسمعت أصوات غريبه من سيارات في الشارع المواجه لمحطه القطار

سألت هنا وهناك لم يلتفت إليها أحد فالكل يجري هنا وهناك.

بالله عليكم أين القطار...صرخات تعلو من هنا وهناك..

جلست الفتاه وهي في حالة غريبه ..تسأل ما من جيب سوي تلك الصرخات المتتاليه. 

اغمضت عينيها..مر وقت ليس بالقليل..استيقظت من غفوتها لتجد نفسها في حجرتها أسرعت لباب الحجرة..فتحتها.

المنزل يعج بسيدات كثيرات..يبكون..بحثت بينهن عن أختها

أحتضنتها وسألت أين امي ..أين ابي؟

انهمرت الدموع بغزارة من عين أختها...مادت الأرض تحت قدمي الصغيرة..سقطت مغشيا عليها.

******************

محمد المصري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وقعت أسير هواك...بقلم الشاعر أبو بكر المحجوب

سنين عمري ....بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

عسعسة العيش....بقلم الشاعر راتب كوبايا

قلبي ينبض بحبك...بقلم الشاعر أبوبكر المحجوب

الخمار الأسود.. بقلم الشاعر/منصور عمر اللوح

اِغضب...بقلم الشاعر عبد المنعم مرعي

لست وحدي ...بقلم الشاعر رضا الشايب

منها نستفيد...بقلم الشاعر علي مسلم عجمي

تبرية من شيم العفاف تنجلي....بقلم الشاعر معمر محمد بدوي

مهرك غني....بقلم الشاعر بدر الدين ود الفاشر