الأب الذي يكرهه الجميع.. بقلم الأديب/الإدريسي الرحال مولاي حمى عديلةد

 ****الأب الذي يكرهه الجميع ****

ليس كل ما يلمع ذهبا وليس كل سواد ظلمة ليست المظاهر دائما واضحة وليس الغموض خطئا ليس السكوت رضى وليس الكلام الكثير صدقا قد تكون المجاملات الكثيرة نفاقا وقد تكون الابتسامة البسيطة اكثر عمقا...قد يكون الغني فقير الاخلاق ويكون فقير المال اغنى المشاعر...وقد يكون الاب القاسي كومة مشاعر وقد يكون الاب المستهتر البهلوان كله مشاكل قالوا قديما اسمع كلام من يبكيك ويبكي لأجلك ولا تسمع كلام من يضحكك ويضحك عليك..كذلك هو حال ودور الاب في الاسرة قد يعتقد الاطفال والزوجة ان الصرامة كره والجد صلابة ...والنصائح قيود...والحدود تضييق للحرية....قد يظنون ان التوجيهات مشقة لكن ما ان يكبروا ويصيرون اباء حتى يفهم الكل ان قسوة الاب خوف وان الحزم محبة وان التوجيهات حصن وان الحدود حصن منيع لأبنائه الاب يحب بطريقة تخالف طريقة الام فإذا كانت الام تحمل ابنها في بطنها تسعة اشهر فالاب يحمله طول العمر ..كل اب يحب ان يرى في ابنائه نجاحا كبير...قد لا يحب الاب احدا ينجح اكثر منه الا ابنه يفرح لنجاحه ولا يهمه حتى وإن اصبح مرؤوسا لابنه فهو مفخرة واعتزاز هذا هو الاب يقسو عليك حتى عندما تخرج لمجتمع قاسي لا تفشل من الخطوة الاولى يضيق عليك مصروفك اليومي حتى تقدر المال وانه لا يأتي ببساطة لأنه هو الواقع يمنعك حبيبتي من الذهاب هنا وهناك لأنك غالية ومحصنة جوهرة مكانها تابت حتى لا تضيع هنا او هناك...هذا هو الاب ولا يفهم المعنى الا من كبر وصار ابا فيتمنى لو وجد اباه يقبل بدل اليد رجلا وبدل سماع كلماته تدوينا وبدل الوحدة والانغلاق انفتاح وجلسة ود وحب لذاك الاب فهنيئا لم لازال اباه معه ومهما وجدت من تناقضات في الكلام والفعل فتجاوز لأن الاب يعلم ان طفله لم ولن يستوعب الامر بعد واكيد لما يشتد عوده سيفهم حينها سيفتخر يبتسم ولن يتكلم يكفيه انه ابن لذلك الاب كل الحب لكل أب.. لازال حيا ً او  ميتا 

الادريسي الرحالي مولاي حميد عديلة