طبيب القلوب.. بقلم الشاعر/مهدي البزال
طبيب القلوب .
من فائضِ ِ الحبِّ من نور ِ العلا خُلِقا
من أَطهَرِ الخلق ِ من لبِّ النَُوى انفَتَقا .
من معدن ِ الحوضِ صِِلصالاً صَلابَتُه
من خير ِ صُلبٍ أتى تكوينه ُ عَبقا .
من نفسِ منبتِ ِ من ذي قبله ُ رُسُلا
لكنْ حواه ُ بفيضِ الفيضِ إن غدقا .
دوّارُ طِبِّه وقد دارَتْ مَراهِمهُ
في كل قلب ٍ سِقيمٍ فارتقى ألقا .
قد أُحكِمت وتَعدّت في دم ٍ وغدت
ترشَح على جانبَي أوداجِنا ودَقا .
يختار ُ من نوى تِرياقِها أملاً
لو جاءَ يَحقنهُ في اللبِّ لاخترقا .
حتى التنَفسُ في عدِّ الشهيقِ بهِ
روحٌ تغَلغَلتِ ِ الرّئة واختارتِ الطُّرُقا .
واستَحكَمت ْ جوفَنا تُعطيه ِ فائِدةً
لولا لَطيف ِ إلهِ ِ العرش ِ لاختَنَقا .
في جَذرِنا قِيَمٌ تُبنى على وحيٍ
بل ْ ضوءُ حِكمتِه ِ من نورِهِ انبثَقا .
كلُّ الخلائق ِ من شتّى الشجر إلاَّ علي
من نفس ِ صَنفِ جذور الوحي متّسقا .
في عتمة ٍ ظُلمة شَعَّت كواكِبُهُ
واختارَتِ الغارَ وحياً منه وانطلَقا .
كانت خديجة ُ روض ُ الوحي حين نزل
والعترة ُ الطّهرُ إن قال َ الصّدَى برَقا .
كانت تُرافقُهُ في الظلِّ تَحرُسهُ
غيمة وتدنو إذا مرّت عليه ِ رَقا .
والشَّمسُ تخجَلُ لو جِيئت تُزاوِره ُ
ماالشمس ُ إلا َّ شعاعاً قُرصُها احترقا .
يا غاية الحبِّ والجودِ الذي صنَعَك
يا أوّل الخَلق ِ والسّرّ الذي نطَقا .
يا أكرمَ الخَلْقِ والخُلقِ الذي وصَفك
ما أعظمَ الحرف َ في تِبيانهِ صدقا.
شعر مهدي خليل البزال.
ديوان الملائكة.
البسيط.
طبيب القلوب محمد بن عبد الله (ص) نبي الرحمة والهدى .
جمعة مباركة.
6/1/2023.
تعليقات
إرسال تعليق