يانفس.. بقلم الشاعر المتألق/محمد حسام الدين دويدري

 يا نفس

محمد حسام الدين دويدري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صوني الحياة على الكمال الأطهَرِ=وتوضّئي بالصبر؛ لاّ تتحسّري

فكمال خلق المصطفى يسمو بنا=عن كلّ زيفٍ ماجنٍ مُتَهوِّرِ

إني أعيذُك أنْ تكوني مثلَهم=في غفلةٍ بين الصدى تتسمّري

تهوين رشف الراح من دنّ غدا=ُيصمي النفوسَ بِسُمِّهِ المتجبّر

  يستعذبون مسيله في سكرةٍ=راحت تخاتلهم بليلٍ مقفرِ

فمضوا يرون الفوز في حَفزِ "الأنا"=في سبق كسبٍ لاهثٍ مُتَعَثِّرٍ

يجنون من وادي الخلاف مَوَاقِداً=بالحِقد تُحرِقُ كلَّ عزمٍ مُزهِرِ

ينسون أنّ مَقيلهم جفن الثرى=حيث البِلى والدود والترب الطري

إنّ الحياة قصيرةٌ مهما ازدهتْ=واستعبدتها صولة المتكبِّرِ

ولَرُبّ لحدٍ ضمّ رمس طَريدِهِ=ليُحاسَبَ الضدّان يوم المَحشَرِ

يا نفس فاستمعي لقول المصطفى=ولتزرعي الآمال في العمر الثري

كي تَحصدي حُسنَ الثَوابِ لِموعدٍ=فيه الشَفاعَةُ للطَهورِ المُكْثِرِِ

صَلّي على المُختار، واحتسِبي الهُدى=عند المَليكِ، فَسَبِّحي واسْتَغْفِرِي

**=**

يا من تسائلني وقد كَثُرَ القذى=حتّامَ تصبر في العداء المسفرِ

إن الخلاص من المهالك ليس في=طغيان نفسٍ في صِراعٍ مُنفِرِِ

بل في تَعَاضُدِ أذرع في وِدِّها=إعمار كون صالحٍ مُستبشِرِ

فيه التراحم والتآلف للورى=سرّ الخلاص من الجحيمِ المُعثِرِ

لا تستوي الحسنات والسوء الذي=يسعون فيه إلى الخراب المُخسِرِ

فادفع بحسن خصال عبدٍ مؤمنٍ=تلقَ السماحة في هدى المستنفِرِ

واجعل شعاركَ مخلصاً إصلاخ من=أغواه خطبٌ في ظلامٍ مُحجِرِ

فإذا رآك على الصلاح مثابراً=خير النماذج في الزمان الأعثرِ

رام التمسّك بالمحامد علّ في=أفيائها يلقى فلاح المحضرِ

ليعود عن ركب الخطايا نادماً=ويصير سمحاً فيه طيب المعشرِ

فامدد يديك مؤازراً ومصافحاً=واصبر على البأساء دون تذمّر

واجعل نصيرك نيّة في سرّها=ترجو الرضا في طاعة وتفكُّرِ

**=**

يا نفس أنت على التراب خميلةٌ=أعطيتِ قلباً نابضاً كي تُثمِري

لا تستكيني للشظايا والصدى=ودعي اللهاث لمن يبيع ويشتري

فاسعي إلى خير الخلائق واجعلي=ميراث قولك في الهدى المتكرّرِ

عيشي على كسب الثواب؛ وحاولي=أن تصبري في كلّ ما قد يعتري

في طاعة الرحمن خير ختام من=يرجو الخلاص بعمره المستثمَرِ

......................

الثلاثاء 14/1/2014



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه