نقوش على جدران البلاط.. بقلم الشاعر المتألق/محمد حسام الدين دويدري
نقوش على جدران البَلاط
محمد حسام الدين دويدري
---------------
جلستُ أُقلِّبُ الأوراق في حزنٍ, وفي شَجَنِ
وأقرأ في سُطورِ الوَهم عَمَّا دارَ في الزَمنِ
فأسألُ بعضَ مَنْ كانوا
إذا بَرَزَتْ جَمَاجِمُهُمْ
تُحَدِّقُ خارج الأسوارِ
تبحثُ عَنْ جِرارِ الصِدقِ بين الشوكِ والعَفَنِِ
تُسائِلُ ما وراء الصمت في الدِمَنِ
تُرى..., هل زُيِّفت أنفاس من ساروا
ومن عاشوا على التقوى
ومن كانت خيام الصمت والنجوى
هي المأوى
ومن صَبروا على البلوى
وما انهاروا
ومن كادوا
ومن جاروا
ومن حاروا
ومن ثاروا
وقد باتوا جميعُهُمُ حروفاً تعبر التاريخَ
مُذْ في الأرض قد غاروا
لتثوي في ثرى النسيان أحداثٌ وأفكارُ
وآلامٌ وأسرارُ
وحارات وأحجارُ
توارت بين أطلالِ القصورِ وتربة المدنِ
لتفضح بالحكايا سترّ من عاشوا على الفِتَنِ
ومن كتبوا سطور الوهم في تاريخ ماضٍ كان في وطنِ
* * *
جلستُ أراقبُ الكلمات تفضح ستر حاضرنا
وتمكث في الأسى أسرى
فسالت دمعةٌ حَرّى
على سطرٍ هو المَسرى
تحاولُ مَحو ذاك السطر في خجلٍ
فلا تقوى
وذابت في الصدى حَسرى
وقد فَشِلَتْ, فلم تلقَ لما ينتابها عُذرا
فعذراً, بتُّ يا وطني
طريد الآه من كوني إلى كفني
وما ينداح في شجني
من الأنقاض والعفنِ
لما ألقاه في زمني
ومن قومٍ أناجيهم
يلوّث وجه حاضرنا
ويحرق باسم من ظُلِموا..., ومن ظَلَموا
ومن ثاروا..., ومن حكموا
حقولَ القمح والزيتون في أرضٍ تناديهم
تعاني..., والأسى شلال جرحٍ موغلٍ فيهم
ولكن ربما هيهات يُسمِعهُمْ ويُدنيهمْ
أنصرخ في مسامعهم...؟!
وقد أصماهُمُ وَقرٌ
وباتوا ثُلَّةً حيرى
فمنهم تابع للروم يعضده بوهم النصر
أو كسرى
كما كانت عهود الجهل تملأ بيدهم شرّا
* * *
ستقرأ سفرنا الأجيال حيث الدهر يطويكم
فلا يبقي على لهوٍ....
ولا حرسٍ..., ولا عسسٍ...
ولا ذِكرٍ يُحيِّيكم
فقد صرنا إلى مِزَقٍ
نعاني ذُلَّ غربتنا
وأنتم في ملاهيكم
دخلنا صفحة التاريخ نقرأ عن مساعيكم
بحثنا عن وجوهِكُمُ
فلم نلقَ لكم وجهاً يشابه مَن يُجاريكُمْ
ولستم من بني دمنا
فهذي الأرض تنفيهم
وبئست دمعة فيكم
دعونا من أغانيكم
دعونا من أمانيكم
دعونا من عروشِكُمُ التي في العار تُلقيكمْ
عسى أن تصحو الأجيال من أوحال ماضيكم
لتكتبَ قادما أنقى
وتصنع واقعا أبقى
بلا ذِكرٍ يدانيكم
....................
الأربعاء 13 / 01 / 2016
تعليقات
إرسال تعليق