اللغات وتقسيمات البشر.. بقلم الكاتب/

 اللغات وتقسيمات البشر :

سبحانه الذي خلق البشر وفرقهم على الأرض واصبحوا أمما وقبائلا وشعوبا .

 أما القبائل فهي العرب ، وما كانت شعوبا فهي الدول الكبيرة مهولة السكان ، وما كانت امما فهي متوسطة الاعداد مثل الدول الأوربية ؛ وتتسم كل أمة بنتاج عادات وتقاليد تختلف عن الأخرى ، وتعتمد على الوحدة الذاتية للأمة أي الرابط العقائدي ؛ فتجد تلك الأمة متوحدة باصولها ، وعقيدتها .

أما الشعوب فهي عبارة عن خليط لا يتسم للوحدة بل لقوة التقاليد والعادات المستمدة من الدين الوضعي ، سواء كان دينا ، أم قانونا موضوعا من لدن الحكام ؛ فتقاد تلك الشعوب تحت هذاالمسمى . 

أما القبائل وهي العرب وما جاورها فهي تستمد قوتها من العادات والتقاليد الدينية أي الشرائع السماوية. 

هذا المفهوم هو الركيزة التي سنقعد عليه قواعد اللغة والديانات السماوية . 

اولا : أرض العرب هي الأرض التي نزلت عليها اللغة العربية واختارتها موطنا لها ، ومن بعد ذلك نشرت على بقاع المعمورة لغات لكل الأرض منها الأرامية وسريانية والعبرية واللاتينية ولغات البشتم وغيرها من اللغات ، وكلها خرجت من اللغة العربية .

وكل لغة من تلك اللغات لها لهجة أو أكثر خاصة باللغة التي خرجت منها ؛ ومن هنا نجد اللغة العربية لها عدة لهجات منها الكشكشة ، والكسكسة ، الشنشنة ، العجعجة ، والعنعنة ، وكلها لهجات تموت لحقب الزمن ، وتولد لهجات لحقب زمن أخر .

تستخدم العوام من اللهجات لتفي باغراضهم ، وليعبروا عنها بما ينسجم مع اعمالهم ، وهذه اللهجات نجدها سوقية حريفة اللسان عن قاعدته اللغوية ؛ ومن المؤكد كل دخيل مصيره الموت السريع .

وقد يظن الكثير من الباحثين إن موت اللهجات سببه التطور اللغوي ، وهذا ما يجعل الخلط بين موضوع اللهجات مع موضوعات لغوية أخرى . 

تعتبر اللهجات هي الدخيل الغير مرغوب فيه على اللغة ولهكذا سبب يكون موتها مرة واحدة لا تواني في استقرارها بعد ذلك ولا رجوعها مرة أخرى . 


اختلاف الألوان واللغات : قال تعالى ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم والوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الروم ٢٢ ، وقال ( انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) ومن المؤكد انسجام اللون مع اللغة من المؤثرات على طبيعة العيش ، من سلوكياتها ، وثقافات ، وطرق معيشة .

وعلى هذه الأسباب وجدت القبائل ، والأمم ، والشعوب .

القبائل : وهي مجموعات من الناس تعيش ضمن مكان واحد تسمى قبيلة واتخذت القبائل أرض العرب موطنا لها ، وتوجد بعض القبائل خارج أرض العرب وذلك لأنتشار العرب في بقاع الأرض بسبب التجارة ، أو الفتوحات ، أو اسباب للهجرة . 

القبيلة تستمد قوتها من عاداتها وتقاليدها الدينية ، التي تزرع في النفوس فتكون أكثر تماسكا وأكثر انقيادا، فتشعر بعزة نفسها وكرامتها ولا تميل للابتذال وكراهة النفس وملذاتها .


الأمم : وهي جبلة من الناس كبيرة الأعداد ، تعيش ضمن أرض واسعة مشتت السكان هنا وهناك مجموعين ضمن أراضي واسعة ، تجمعهم عادات وتقاليد وضعية من قبل الحاكم . والحاكم يستمد قوانينه من الشرائع السماوية السابقة ، فنراه يعيش ضمن حياة كلاسيكية قديمة لا يستطيع الخروج منها ، وتقسم تلك الأمة إلى عوائل ذات جذور معروفة فيختار الحاكم من يكون الوسيط بينه وبين الشعب ويبني على تلك الجذور جسور معتمدة لتكون هي المحاور والمدافع عن الحاكم ، حتى يكون الحاكم له الغطرسة واليد الطولا في الحكم . 

الشعوب : هم الأكثر نفيرا واكثر بقاعا على الأرض ، لهم عادات وتقاليد مستمدة من ديانات وضعية . القانون على الضعفاء لا ينتمون له ، بقدر تعاليم دينية وضعية مؤسسها كاهن في رئاسة المعبد ، تجتمع كل الشعوب في تلك البقاع المنتمية للدين الوضعي تحت راية التعاليم . 

تختلف التعاليم من حاكم لحاكم لكل شعب . فتبنى على تلك التعاليم عادات وتقاليد عشوائية تتغير ما بين الحين والأخر أو ما بين نظام حكم وأخر ، وهكذا دواليك . 

الالتزام الديني لا يمكن تطبيقه إلا على الطبقية فإذا رفعت هلك الدين وضاعت قيمه ، الكثير من النقاد يرى في الطبقية الظلم أو ضياع حقوق الأخرين ، وهي اساس الملك والحكمة ، فإن خلت من قبيلة أو أمة أو شعب ضاع وهلك حكمها مع أدراج الرياح قال تعالى ( هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا ) ٣٩ فاطر ؛ فلا يمكن أن اضع رجلا وضيعا في مكان رفيعا ، أو رجلا نبيلا يعمل في مكان وضيعا ، لا يمكن أن يكون ناقدا في اللغة العربية وهي ارفع مكانا في الوجود وهو لا ينتمي لعائلة محافظة ذات أصول عربية ، ولا يمكن أن يكون استاذا في اللغة العربية وهو لا ينتمي للعربية ، كل هذا تحريف لمكانة اللغة العربية ، فكيف تريد أن تبني شعبا من ضياع سنده ورفعته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش