درب الشهيد ...بقلم الشاعر عبد الملك العبادي
((دربُ الــــــــشّــــــــهـــــــيـــــــد))
دمُـــــكَ الـــزّكــيُّ مُـــضــرّجٌ بــالـنّـور
ومُــــدوّنٌ فــــي الــلّــوحِ بـالـمَـسْطُور
يـــا مَـــنْ تـسـامـت بـالـشّهادَةِ روحُــهُ
وأضــــاءَ مِــــنْ إشــعـاعِـهِ دَيــجُـوري
أنـــتَ الّـــذي جـــاءَ الـكـتـابُ بـنـعـتِهِ
فـــي أيـــةٍ كـشـفـت عـــن الـمَـسْـتُور
إنَّ الــشّـهـيـدَ مُــنَـعَـمٌ فــــي لَــحــدِهِ
حــــيٌّ وفــــي الــخـيـراتِ بـالـمَـغمُور
كـــــلُ الــذّيــن تـفـحّـمـوا وتـقـطّـعـوا
مِـــنْ بــعـدِ عــيـشٍ حــافـلٍ بـالـجُـور
قــــد خــصّـهـمْ ربُّ الــعُـلـى بِـنـعـيمِهِ
إذ عـانـقـوا فـــي الــعَـدنِ ذاتِ الـحُـور
وَهُــمُ الـكِـرَامُ سـمـتْ بـهـمْ أرواحُـهُـمْ
والــحـامـلـونَ لــواءَنَــا فــــي الــنّــور
جَـــلَــبَ الـلّـعـيـنُ بـخـيـلِـهِ وبــرجـلِـهِ
واســتـحْـكَـمـت أبـــواقُــهُ بــالــصُّـور
وأذاقَــهُـمْ حِــمَـمَ الـــرّدى فــي بـأسِـهِ
عـبـثًـا ولـــم يـعـطـفْ عـلـى الـمَـعذُور
يــــا سـاكـنـيـنَ ديـــارَ غـــزّةَ بـعـدمـا
عـصـفـت بــنـا الأيـــامُ فــي الـمَـقدُور
نــجـثـوا عــلــى أطــلالـكـمْ ويــهـزّنَـا
شـــوقٌ إلــى الأقـصـى وحــقِ الـطّـور
قـــد نِـلـتُـمُ شـــرفَ الـشَّـهَـادَةِ رِفــعـةً
وَلَـكَـمْ صَـحِـيحٍ بــاتَ فــي الـمَـحْذُور!
أحـــدو نـيـاقـي كـــي أجــالـدَ عـنـكُمُ
صَــلَــفَ الــحـيَـاةِ ونــشـوةَ الـمَـغـرُور
وأشـــدُ رحــلـي فــي الـمَـسِيرِ لـعـلني
أرمـــي الــعِـدا فــي سَـهـمِيَ الـمَـغيُور
وأذوبُ فــيــكـمْ حـــســرَةً ونـــدامَــةً
لــكــنـنـي فـــــي جُـــبَّــةِ الــمَـنـصُـور
وأبــثُ حـرفـي كــي أواصــلَ نـهـجَكُمْ
نــهــجًـا يَــسِـيـرُ بــدربِــهِ مَــنْـشُـورِي
يــا مَــنْ سـكنتُمْ فـي سـويدا مُـهجتي
لا تـعـبـثـوا فــــي قــلـبـيَ الـمَـفـطُـور
نِــلـتُـمْ وربَّ الــبـيـتِ جــنّـاتِ الـعُـلـى
فـتـنـعّـموا فــــي سَــاحِـهَـا الـمَـنـظُور
وتـربّـعـوا غُـــرَفَ الـقُـصُـورِ وغـــرّدوا
وتــرنّـمـوا فــــي غِــبْـطَـةِ الــمَـسْـرُور
وتـــلــذّذوا فـــــي أكــلِـهَـا وَشَــرَابِـهَـا
وتــزيّــنـوا فـــــي الّــلـؤلـؤِ الـمَـنـثُـور
وعــلــى الأرائـــكِ سَـبِّـحـوا وتـأمَّـلـوا
واسـتـأنِـسُـوا فـــي دارِهَـــا الـمَـعْـمُور
ثـــم انــظـروا مـــاذا جــنـاهُ عــدوّكُـمْ
ذاقَ الـعـنـا فـــي بــحـرِهِ الـمَـسْـجُور؟
يــجـري عـلـيـهِ مِـــنْ الـعـذابِ أَشُــدَّهُ
حـــتــى يَــضِــجَ بــدعــوةِ الـمَـثـبُـور
يـــــا ربِّ وارحـــــمْ أُمّــــةً مـكـلـومَـةً
مِـــــنْ غـــاصــبٍ مــتـمـرّدٍ مَــسْـعُـور
واحــفــظْ إلــهــي قــدسَـنَـا وبــلادَنَــا
واجـــبــرْ بـــكــلِ مُــوحّــدٍ مَــكـسُـور
وانـصـرْ حُـمَـاةَ الـدّين حـرّاسَ الـحِمى
مَـــنْ نـكّـلـوا فــي الـحـربِ بـالـمَذعُور
وصـــلاةُ مــولانَـا عـلـى خـيـرِ الــورى
مــا حــلَّ حــرفُ الـجـارِ فـي الـمَجْرُور
وعـلـى صـحـابتِهِ الـكـرامِ أولـي الـنُهى
والآلِ ، مــا شــبَّ الـوغـى فــي الــدُور
عـــبـــدالـــمـــلـــك الـــــعـــــبَّــــادي.
تعليقات
إرسال تعليق