السفينة مثقوبة....بقلم الكاتب عبد الله ابراهيم جربوع
السفينة مثقوبة مقال مختصر
اهلا بكم بإختصار
عندما نبحر في سفينة مثقوبة دون أن نعلم فإن الغرق هو المصير لا محالة ،و ها نحن في هذا العالم على متن هذه السفينة المثقوبة حيث الفوضى و التناقضات و في جميع بقاع الأرض و في ثنايا البحور و المحيطات تجتمع كل مسارات الفوضى و التناقضات بشكل مرعب ،
نذهب الى صناديق الإقتراع ،نختار القبطان ملئ إرادتنا وفق معايير برامج مرصودة من وجهة نظر مثقوبة حيث نرفع حزبا و نسقط آخر بشكل أو بآخر وهو أمر جيد على فرضية أننا اصبنا موطن الديموقراطية و ركبنا السفينة لنبحر وفق مرسوم القبطان الذي وليناه علينا مقابل راتب شهري ندفعه من أموالنا ،قد يظن البعض أن هذه العملية هي نتاج هذا العصر وهذا غير صحيح ،،،
إن أول عملية ديموقراطية كانت في سفينة غير مثقوبة إنها سفينة نوح عليه السلام حيث بدأ الإنسان إختيار مسراه وفق رعاية سماوية ومن ثم تطور الأمر إلى أن أعاد الإنسان هذه التجربة على مدى العصور ،،،،
لكن سفينتنا الحالية تختلف عن سفينة نوح ولأن قراصنة عصرنا نهبوا الكثير الكثير و عاثوا في الأرض و البحر و الجو فسادا فقد اصبحنا جميعا على وشك الغرق ليس لأننا نختار الهلاك بل لأن الذين لم يصعدوا إلى سفينة نوح اي السفينة الأولى
عاشوا على نفس النمط الحيثي ومن ثم أصبحوا فكرة شاذة ينتهجها كل من لا يحافظ على المرسوم الرباني و أن يسير عليه بصرف النظر عن ملته ،عرقه ،مذهبه،عشيرته،و و و الخ ،،،،
ويبقى السؤال الذي يدور حول الأذهان هل فعلا هنالك في الأفق ديموقراطية مطلقة؟؟؟
لا توجد ديموقراطية مطلقة إنما هي نسبية ولطالما هي كذلك فلا يمكن أن يكون العالم بخير لأنه اي العالم هو قطعة واحدة لا يمكن تقطيعه كمفهوم فلسفي فإذا نشبت حرب في شمال العالم حتما سيدفع أهل الجنوب الثمن ،
عندما بدأت الحرب بين روسيا و أوكرانيا إكتشفنا أن أسعار المواد الغذائية قد إرتفعت بشكل ليس ملفتا فحسب بل أشركونا بهذه الحرب علمنا بذلك ام لم نعلم ،،،،
إنه عالم واحد بل جسد واحد
و عندما تتعثر الإنسانية في الشرق فلا بد أن تتعثر في الغرب ،لقد مر على الحرب في الشرق الأوسط قرابة خمس شهور 150 يوم قضى ضحيتها آلاف الأبرياء و لو أخذنا الزاوية التي تطل على شارع الإنسانية وفق ضمير جمعي سليم أو غير سليم لوجدنا أن الخسارة يشترك فيها الجميع وهذا ما يحدث شعرنا بذلك ام لم نشعر و من المفروض أن نشعر جميعنا إذا فعلا إقتبسنا من الإنسانية ركنها الأول ألا وهو أننا جميعا أخوة في الإنسانية ،،،،
إن المشكل الحقيقي هو النبش في التفاصيل دون اللجوء إلى لب الصراع وبداية الصراع بين الإنسان و الإنسان و أصل الصراع ،و عندما نستعين بالدستور الرباني و نعمل من خلاله على تجريد أنفسنا من الأنانية و المثول أمام الحقيقة فلا بد و أن تبدأ الحلول بالتدفق ذلك لأن الرسالة المحمدية هي رسالة عامة عالمية لكل اهل الأرض وهي رسالة سلام لا حرب ،لقد بعث الله الرسل و الانبياء كمدارس مرحلية بين رسول ورسول مرحلة وبين نبي ونبي مرحلة و هذه المراحل هي صاحبة الفضل في حصول من عايشها على تفعيل القدرة العقلية لكي يعاصر وقته وفق ذلك المنهاج الذي وقع عليه .إذا هو إله واحد و وحي واحد أما الرسل و الانبياء فهم كثر ،فهل يعقل أن نفكر أو نعتقد بأن الديانات متناقضة ؟
الحقيقة هي أنه لا يوجد تناقض بل الذي حدث هو أن الإنسان لم يعي ولم يتفهم أن الإنتقال من مرحلة إلى أخرى هو عبارة عن إنتقال من السهل إلى الاسهل ولا يمكن أن تكون اي ديانة سماوية قد أفرغت أو حضت على الكراهية لأن الرسالات من عند إله واحد ،المشكل أو العلة هو أنه إستعصى الفهم على بعض العلماء و من ثم إختلفوا في ما بينهم ومن بعدهم اختلف اتباع كل واحد منهم حتى أصبحوا شيعة و سنة و علويين وبروتستانت و كاثوليك و ادفنتست و و و الخ ،
إن عدوى عدم الفهم قد إمتدت بالتواتر إلى يومنا هذا من جيل إلى جيل ،،،
ولكن لماذا حدثت الحروب الدينية ؟
من وجهة نظري المتواضعة أقول إنه ليس من المطلوب أن ينصب أي إنسان نفسه شرطي لله على الارض و بكل أسف هذا يحدث الآن و قد حدث من قبل ،،،،
المطلوب هو مراجعة الفهم و ليس مراجعة النصوص الثابتة ،فقد حدثت حروب بين المسلم و المسلم وما زالت تحدث وكذلك بين المسيحي و المسيحي وقس على ذلك جميع الديانات ،
لماذا بعد أن إستعصت الحلول
و غابت البراهين رغم وجودها تعثرت الإنسانية رغم أن الإنسان كأنسان له عقل يستطيع من خلاله التعامل أو التفاعل على أسس علمية كي يستعيد ذهنيته إلى مسارها الطبيعي ومن ثم يكون التفاعل على أساس كل على معتقداته و أن يقدم كل إنسان حجته وفق ما وصل إليه بطريقة سلمية و بنقاش يخلو من النرجسية و الغوغائية حتى يتسنى للجميع الدخول الى عالم المعرفة و من ثم الشروع في عملية التقارب الإنساني وان يلتزموا بقاعدة أو معادلة لا إكراه في الدين و أن يتركوا هذا لله و هو إله الجميع ،،،
وعندما نفقد السيطرة على إدارة التناقضات نصبح جميعا في حالة من الرعب ذلك لأن الفوضى تخيم علينا مقابل أن نستظل بالصمت و الهوان ،،،
لا يمكن أن يصبح العالم بخير لطالما سفينتنا مثقوبة و لكي نصلح ما أفسده القراصنة يجب أن نعود إلى إنسانيتنا ،نحن أبناء آدم و يجب أن نلتزم بمرسوم الله عز وجل حتى يعود الجميع إلى رشده و نعطب السفينة لعلنا نبحر بأمان ،،،،،
قد يبدو حديثي هذا للبعض على أنه فلسفة غير قابلة لإخراج مفاهيمها ولكنني اقول و بكل ما املك من صدق يجب أن نحرر أنفسنا من التفاضل ،إن جميع شعوب العالم هم من نسل واحد وهم إخوة هذه هي الحقيقة ،هنالك أكثر من ألف ملة في كل قارة ،هنالك عشرات المعتقدات و الأديان ،هنالك فلسفات مختلفة ،هنالك عادات وتقاليد لكل حي لكل شارع ،هنالك اختلافات في نفس العشيرة ،هنالك إختلافات بين الأسرة الواحدة ،
ما اريد طرحه هو أننا جميعا في نفس السفينة شاء من شاء و أبى من ابى نحن نشترك في كل شيء ونختلف على تفاصيل الأشياء كمفاهيم فقط
فلنعطب السفينة.
عبدالله ابراهيم جربوع
تعليقات
إرسال تعليق