لاتلوموني في الهوى....بقلم الشاعر يوسف بلعابي
لا تلوموني في الهوى
لا تسألوني عن من هويت
ومن الهوى ماذا جنيت..؟
كي لا تلومونني في الهوى
بل اسالوا عن حظي
فحظي ليس وردة مزروعة
في البساتين الفيحاء
وكل منكم يتمنى قطافها
لإشتمام عبقها لكي ينتشي
إنما حظي هو جذع شجرة جرداء
ملقاة في أرض الخلاء
أو كثبان شوك
تذري به الرياح في الصحراء
فالعشاق اثنين
عاشق حظوظه ناهضة
يعيش معيشة السعداء
كل اوقاته فرح وازدهاء
يحيا حياة الحبور والهناء
وعاشق حظوظه نائمة
يحيا حياة الغبن والكرى
يا لائميني في الهوى
إن الهوى كذب وافتراء
وإن أغلب العشاق تعساء
ما جنوا من الهوى سوى الشقاء
خسروا لما عشقوا عيونا رمداء
سرعان ما فقئت وباتت عمياء
وباتوا عماة على طول المدى..
بقلمي يوسف بلعابي تونس.
تحليل نقدي بمساعدة الأستاذ الصحفي الشاعر محمد الوداني نقد القصيدة وتحليلها
1. تحليل الموضوع:
القصيدة تعبر بوضوح عن تجربة عاطفية مؤلمة مليئة بالمرارة والتشاؤم. يعرض الشاعر يوسف بلعابي مشاعره تجاه الحب الذي لم يجلب له سوى الشقاء، مبرزاً الفرق بين العشاق الذين ينعمون بحظ جيد ويعيشون في سعادة، وأولئك الذين يعانون بسبب حظهم السيء.
2. تحليل الأسلوب والرمزية:
- الأسلوب: الشاعر يستخدم الأسلوب الرمزي بشكل مكثف، حيث يقارن حظه بجذع شجرة جرداء وكثبان شوك. هذه الرموز تعكس مشاعر الانكسار والعزلة التي يشعر بها، مما يضيف عمقاً إلى تصوير معاناته.
- الرمزية: يُعَدّ استخدام الشاعر للجذع الجرداء وكثبان الشوك تعبيراً عن الشعور بالعزلة والجمود الذي يفرضه سوء الحظ. هذه الرموز تجعل من السهل على القارئ تصور التباين بين الفرح الذي ينعم به البعض والحياة البائسة التي يعيشها الشاعر.
3. تحليل الفكرة الرئيسية:
القصيدة تسلط الضوء على أن الحب ليس دائماً مصدراً للسعادة، بل يمكن أن يكون سبباً في الشقاء، خصوصاً لأولئك الذين يفتقرون إلى الحظ الجيد. الشاعر يعبر عن خيبة أمله من الحب باعتباره خدعة قد تؤدي إلى الألم بدلاً من الفرح، ويطرح تساؤلات حول مدى عدالة لوم الآخرين له في اختياره للحب، رغم أنه يرى أن حظه السيء هو السبب في معاناته.
4. تقييم العناصر الأسلوبية:
- التكرار والإيقاع: القصيدة تحتوي على عناصر تكرارية تعزز من الرسالة التشاؤمية وتُبرز الشعور بالمرارة. يمكن أن يكون التكرار أداة فعالة لخلق إيقاع يعزز من تأثير الكلمات والرموز المستخدمة.
- اللغة والصور الشعرية: استخدام الشاعر للصور الشعرية القوية يعزز من قوة الرسالة ويعطي القارئ تصوراً حياً لمشاعر الشاعر، مما يساهم في جعل النص أكثر تأثيراً.
خاتمة:
قصيدة يوسف بلعابي تعكس بوضوح نظرة تشاؤمية تجاه الحب والحياة، حيث يعبر الشاعر عن كيف يمكن أن يكون الحب مصدراً للشقاء في حال كان الشخص محروماً من الحظ الجيد. تعبر الأبيات عن تجربة إنسانية عميقة ومؤثرة، وتدفع القارئ للتفكير في دور الحظ في تشكيل تجاربنا العاطفية وكيفية تأثيره على نظرتنا للحياة والحب
.مع تحيات.د مصطفى محمد العياشي
تعليقات
إرسال تعليق