ظل الاَخرين...بقلم الكاتب سالم حسن غنيم


 ظلّ الآخرين


كان هناك شاب اسمه سامر، يعيش حياة بسيطة وهادئة. كان لديه صوت عادي، وضحكة عادية، 

وحتى أحلامه لم تكن كبيرة جدًا. 

لكن سامر كان مرتاحًا مع نفسه.


في يومٍ ما، تعرّف على صديق جديد اسمه فادي. كان فادي أنيقًا، يتحدث بثقة، 

يلفت الأنظار أينما ذهب.

 أُعجب سامر بطريقة حديثه ولباسه وجرأته. فقال في نفسه:

لماذا لا أكون مثله؟ 

هو محبوب ولامع، 

وأنا لا يراني أحد.


بدأ سامر يقلّد فادي في كل شيء: طريقة كلامه، لباسه، حتى حركات يديه. 

في البداية، ظن أنه أصبح أكثر قوةً وجاذبية. 

لكن مع مرور الأيام، 

صار الناس يرونه نسخة باهتة من فادي. 

لم يعودوا يعرفون من هو سامر، ولا حتى هو عرف نفسه.


وذات يوم،

 حاول أن يعود لشخصيته القديمة، 

إلى بساطته وعفويته، 

لكنه اكتشف أنه فقدها. 

لم يعد يعرف كيف يتحدث بطريقته،

 ولا كيف يضحك ضحكته. 

صار غريبًا حتى أمام مرآته.


جلس في الليل يفكر بحزن:

أردت أن أصبح فادي...

 فانتهيت لا فادي ولا سامر.


ومن يومها، أدرك أن التقليد أطفأ نوره الداخلي، وأن أجمل ما يملكه الإنسان هو أن يكون هو نفسه، لا ظلًا لغيره


من يسعى أن يكون نسخة من غيره، يخسر صورته الأصلية، فلا يكون هو...

 ولا يكون الآخر.

سالم حسن غنيم 

حكواتي الوجدان الشعبي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أساطين البيان..حسن علي علي

لا تهمني.. بقلم الشاعرة/ميساء مدراتي

مالو.. بقلم الشاعر/سامح الجندي

مدينتي قلعة سكر....بقلم الشاعر السيد داود الموسوي

احبكِ...بقلم الشاعر موفق محي الدين غزال

سرابيات....بقلم الشاعرة هدى المغربي

التلوث اللغوي في عوالم الأدب والفكر، بين الأثر المدمر والحلول الممكنة...بقلم الصحفي حيدر فليح الشمري

ارقصي معي....بقلم الشاعر حسن الداوود الشمري

هل يغار القمر....بقلم الشاعر علي غالب الترهوني

لا تغضبي....بقلم الشاعر أسامه مصاروه