غربة....بقلم الشاعر سالم حسن غنيم

 غربه

دخل شاب على امرأة ..

يريد ان يخبرها بوفاة ابنها ب بلجيكا :

- كيفك ياحجة ؟

- الحمد لله يا إبني..

- أنا جاي عشان اخبرك خبر مش حلو..

- عارفة الخبر وحسيت فيه من لما دقيت عالباب ..

- شو هوه ياحجة ؟

- ابني يلي ب بلجيكا مات صح ؟

- آه يا حجة ..

الله يعطيك الصحة والبقية بحياتك ..

-تفضل فوت أعملك شاي ..

-شاي شو ياحجة !

عم قلك ابنك مات ..

-بعرف يا ابني .. 

ابني ميت من زمان .. 

بس قلي هوه كيف مات هالمرة ؟

-مات هالمرة !! ؟؟؟

خلَّص شغل بالليل ..

وهو عم يسَكِّر المحل ..

هجموا عليه حراميه بدهم يسرقوه ..

وقاومهم ما قدر عليهم

و طخوه ..

-كم ملعقة سكر يا ابني ؟

-رح تجننيني يا حجة !! 

بس شو يعني ميت من زمان

ما فهمتها ؟ 

شو هالصبر يلي عندك وطولة البال ؟!!!

-يا إبني .. 

ما حدا بيهرب من قدره .. 

أنا عارفة إنو ابني رح يموت .. 

بس كنت عم بحاول ..

خليه جنبي أطول فترة ..

إبني مات من زمان ..

لما تخرج من الجامعة ..

وما لاقى شغل ..

ومات مرة تانية ..

لما حب وحدة ..

وكان بيحلم يتجوزها ..

بس ما قدر يأمن قرض ..

ليشتري شقة يعيشوا فيها ..

لانه ما عندو واسطة ..

ومات مرة ..

لما اشتغل جرسون بمطعم ..

وإجت البنت يلي كان يحبها ..

مع خطيبها الغني ..

ومات كمان مرة ..

لما أبوه مرض ..

وما قدر يدخلو  على المستشفى ..

ويجبلو دوا ..

وبعدها شال همي ..

وهم مرضي ..

وهوه ما كان معو حق فطوره ..

ومات مرة لما حبسوه ..

لأنو عم يصرخ ..

من وجع هالعيشة ...

ومات مرة لما ......

- بس يا حجة يرضى عليك ..

-معك خبر يا ابني .. 

آخر مرة قبل ما يسافر ..

وأنا عم ودعه ..

كنت حاسة انو رح يموت .. 

سألني شبك يا امي ..

قلتلو ما في شيء ..

بس ما لحقت إشبع منك يا ابني ..

قلي عالعيد رح إنزل ..

 ونعِّيد سوا ..

نحنا الشعب بهالبلد يا ابني ..

ما بنفرح بالعيد ..

منروح الصبح عالمقبرة ..

ونحسد يلي فيها ..

لأنهم ارتاحوا من هالعيشة ..

المواطن العادي يا ابني ..

بيرتاح لما يموت ..

الحياة ما حلوة إلنا ..

وما مفصَلِّة على قياسنا ..

- والله ما بعرف ..

شو بدي قلك ياحجة .. 

ع كل حال هذا شيك من صاحب الشركة ..

يلي ابنك كان يشتغل عندو ..

- خليهم معك ..

ياابني خليهم معك ..

صدقة عن روح ابني ..

وروح فتش على شب ..

ناوي يتغرب ..

واعطيلو إياهم ..

وقلو ما تحرق قلب امك ..

مثل ما انحرق قلبي ..

سالم حسن غنيم 

حكواتي الوجدان الشعبي