أحلام علقمة...بقلم الشاعر محمد حسام الدين دويدري
أحلام علقمة
محمد حسام الدين دويدري
_____________
في مكّة المكَرّمة
ألفيت وجهاً أجهَما
مضرّجاً بدمعهِ
ورأسه إلى السما
وصدره يعلو ويهبط
نابضاً متألّما
كأنة معذّب في عيش عمر أُسقِما
يصيح:
ربي ... كن لخلقك هادياً... معلما
فجلّهم يغفو على أوجاعه
وينثني في صمته محاصَراً... متأزّما
لكنه مخدَّرٌ
ويستبيحه الظما
يجتاحه اللهاث خلف رزق
ليس يملأ الفما
كأنه يتوه في مدائن الضلال غِرّاً أبكما
يصحو ويمسي عاجزاً عن التفكير موهَما
أنّ الجمال بين لهوه وعيشه مستسلما
فالفكر في أرض العروبة تهمة ومَظلَمة
وإن صحا في ومضة مفكّراً متوَسّما
يضطره السلام أن يحيا حزيناُ مرغَما
وحوله مٍن عاصروه في المكوث مقزّما
فهم على أحلامهم بين القشور والسرور
في تضاؤل الحمى
كلٌّ يرى جدرانه حدود كسب قد نما
في منزل يؤويه
أو سيارة "مفيّمة"
أخلاقهم تناثرت فيها الشظايا حيثما
شاءت ذئاب الحكم أن تتكلما
حيث العقول تراكمت فيها ملايين الدمى
يصفقون مكرهين للفساد والعمى
ويشربون كأس ذلّهم
و قد تخالطها الدما
طعمه يبدي صديداً
يصطفيه القادرون
يرون فيه البلسما
يرون فيه شراهة العيش المحَصّن بالنماء
وقد نما
في ظل صمت العاجزين
الراضخين تبرعما
لنرى قواميس الخيانة تنثر الشوك
وتعلن للضلالة موسما
فالذكريات أُحرِقت
وهم يرون من تمادى في مدى القهر سما
فصفقوا لقهرهم وعجزهم
وصنّعوا تاريخهم كما يراه الأقوياء
شائهاً وأوهما
فأوغلوا في فخرهم
وفي انتكاسات العمى
فكدّسوا النقود في جيوبهم
وأفقروا شعوبهم
وأغلظوا سياطهم
وساندوا من أجرما
ولم يُعِدّوا ما استطاعوا
بل أطاعوا ما استطاعوا
كل من عاثوا فساداً في ميادين الحمى
* * *
دنوت منه مصافحاُ متبسّماً ومسلّما
محاولاً تبديد هَمّ عاشه مستعصما
سألته عن اسمه
فقال اسمي علقمه
أنا ابن من شاهدتموه يعيش فقراً معدما
لكنه مازال يحلم...
ربما... أو ربما
ربما تصحو الضمائر
كي نرى بين العزائم ملهما
إنه ثةمازال يسمع صوت من رفعوا شعارات تلاشت
بين أمواج المحيط
وبين أنسام الخليج
وبين أروقة تلاقت في مداها الأنظمة
تلك التي صارت رواد الصراع وما حمى
يحتسي فيها الكبار
شراب عشق القاهرين لظلمهم
ويرون تمثال العدالة في العراء محطّما
ويؤكدون ضلالهم
في سطوة "الفيتو" وحمل الأوسمة
ولم أزل ياسيدي أحيا حياة المتعبين
ولم أجد لي ملجأً
غير التضرّع والدعاء مصمّما
أن أستعيد عطاء زندي
بين وحدة كل من أرضى الرحيم وأسلما
فعاش في حب الخلائق
كي يظل مكرّما
...........
٢٧ / ٩ / ٢٠٢٥

تعليقات
إرسال تعليق