رسائل ما بعد الساعة الصفر/بقلم الشاعرة المتألقة/د. نادية نواصر
رسائل ما بعد الساعة الصفر
العنوان القبض عليها متلبسة بعشقه
عند الساعة الصفر
بتوقيت الشوق
ذلك الشوق الذي يجلدني
في الثانية الف مرة
والحنين الذي يسرق مني وعيي
ويهربني من مدار الحكمة
عند الساعة الصفر
تطلق الروح صراخ حنينها
يتشظى الوريد
يتحول القلب الى مرجل
حيث الصهد والوجد والحرائق
مدن تتساقط في كفك
وحيث تصبح انت
انت وحدك الفصل والحكم
البلسم والملاذ والمشفى
مأوى الروح التي شردتها ليالي الجنون
عند الساعة الصفر بتوقيت الذوبان فيك
والانصهار في خرائط عينيك
يضيعني حنيني كاسطول يفقد بوصلته
وقتها لا بوصلة لاتجاه الروح غير صدرك
وانا المدانة بالموت فيك
لا اتقن الا الوقوف على شرفة الوقت
والبكاء على حافة الذي انتظر تدفقه على الوجدان
انتظر..وانتظر. وانتظر.
حتى يملني انتظاري
وتظيق بي الشرفات
ولا امل وجعي فيك
لا امل اشلائي وهي تتساقة على صدرك
كشظايا قصص التاريخ.. عند الساعة الصفر
ينام الكون..
ووحدي من تهىء للارق شاي الحنين
ذلك الشاي الممزوج بملح دموعي
تتعالى السنة النار وترتفع
يتعالى صهيل الروح
رعشة الجسد المكبل باصابعك
الشفاه المسكونة بشغاف القبلات
تقرع اجراسها كاصوات الكنائس
عند الساعة الصفر ترتفع الصلوات
والشفاعة والضراعة والابتهالات
انثى العشق والمواثيق والعهد الذي
يطلع شجرا جذوره في الروح
واغصانه في الصدر
والانتظار. اه . الانتظار
الموت البطىء
الروح التي تكفر بصبرها
تظرم ما طاب من نيران اللابث في فلوات المعنى
عند الساعة الصفر
ادرك اني تخليت عن عرشي ومشيت خلفك
عارية مني الا منك ومن هذا الذي ياخذني اليك
بقوة الدفق..بقوة الحياة التي لا اموت فيها
ولا احيا
ايها الشوق الكافر العنيد ..المعربد في خلجان القلب
رفقا بالذي يسكنني بين الجلد واللحم
اني بعت كل بحار العمر ماعدا الشاطىء الذي سخرته
لانتظار عينبك
يا رجلا استبد بالقلب
واستوطن بالروح
واعتقل فكري
برمجه حسب ضجيج الشوق الذي يخترق هدنة الليل
فلا انا اموت. ولا انا احيا
فلا انا اجىء
ولا انا اذهب
فلا انا أنام
ولا انا اصحو
فلا انا اجلس على كرسي الهدنة
ولا انا اقف بين انهار الحياة
فلا انا اضيع واتلاشى
ولا انا حيا
ايتها المنطقة الوسطى
ما اصعب مراوغة القلوب
يا انت...! يا اني...!!!
عل ثمة ما يشفي الوردة البرية
وهي تعانق ذبولها وذهولها؟
ايها النائم بين جلدي ولحمي
وبين شكي ويقيني
بين اوهامي وحقائقي
رفقا بالزجاج الذي يسيج الروح
دعني اطرح على كتفيك اوزاري
فانا متعبة حد التلاشي
جئتك في ليل بلا مرافىء
فاحضن هذه الروح الحبلى بك
فدونك الغياب والعدم وشهقة الموت الاخيرة
كن لي بردا وسلاما
كما كانت النار على ابراهيم
اني تخترق فيدتجدد جلدي
واحترق مرة اخرى
كي اطلع من ضلعك شجرا من العشق
احببتك البارحة ..والان. وغدا
وفي الابدية التي لا تقولها الكوامن
فاحضن حرائقي
انك القاتل وانا القتيلة
د.نادية نواصر
الجزائر
...
تعليقات
إرسال تعليق