عبق التراب....بقلم الشاعر حسن أحمد الفلاح
عبقِ التّرابْ
وهنا على الأسوارِ
نحيا كي نعدَّ الرّيحَ
من كفنِ الجنازةِ
في الورى
وهناكَ في نسغٍ لغصنِ
النّورِ يحتبسُ النّدى
والفجرُ تنسجُهُ
منَ الأسوارِأوردةُ
العروبةِ في مدارِ
الليلِ من خيطِ المرايا
والمحالْ
وهناكَ فوقَ الأرضِ
أمشي في البراري كلّما
نسجتْ سهامُ
الوحدةِ الكبرى هنا
جسرَ العبورِ
إلى بلادي في روابي
الفجرِ من خيطِ
العروبةِ والخيالْ
جسدي يعدُّ النّورَ
من شمسِ الضّحى
ليعانقَ الأقمارَ
في حيفا هناكَ على
جذوعِ الغابةِ الأخرى
لكي يحكي إلى الأطفالِ
أسرارَ الرّوابي والجبالْ
لا شيءَ يُكتبُ
من دمي
وأنا هنا
أحكي لشطءِ البحرِ
في يافا سلامَ الفجرِ
من عبقِ الرّمالْ
الآنَ في بيّارتي
أحكي إلى الأطفالِ
أسرارَ الأماني كلّما
ولدتْ غصونُ النّورِ
من عرقِ البوادي
واللظى
وهنا يمرُّ على
خيالي ظلُّنا الأبديّ
كي يحمي سراجَ النّورِ
من عَسَفِ الوقيعةِ
والمقالْ
لا لن أهادنَ ثورةَ
الأعرابِ في أيلولَ
كي أحمي ترابَ الأرضِ
من عسفِ الخريفِ
على ظلالٍ يرتدي
من شمسِنا
درعِ العواصفِ
في حقولِ البرتقالْ
وهنا ينادينا ذراعُ الأرضِ
من هوجِ العواصفِ
فوقَ أشرعةِ الرّواسي
والجبالْ
هي وردةٌ أخرى
على شطءٍ ليافا
بينَ نورينِ هنا
وأنا هنا أمشي على جفنٍ
لشارِعها القديمِ
على رمالَ الغربِ
كي أروى إلى الأعرابِ
شعراً مرمريّاً
كي أردَّ النّورَ من
حالٍ لحالْ
وأنا هنا أحكي
سؤالاً من
سؤالْ
أحكي ويتبعني
المآلْ
لا لن أنامَ على رصيفِ
العاشقِ الولهانِ
كي أدمي ترابَ الأرضِ
من هولِ الجحيمْ
وأنا هنا لن أرتدي
ثوباً يضاجعُهُ الأديمْ
وأنا توقّعْتُ المشيئةَ
في حصاري
كي أردّ الفجرَ عن صخبِ
الهزيمْ
وأنا هنا لا لنَ أنامَ على
سرابٍ داميِّ
أحكي لعشقي
مع فراشاتِ الضّبابْ
لحنَ المنى
والنّورُ يعشقُهُ
الثّرى
وأوابدُ الأعرابِ
يحميها الغرابْ
أمشي هنا في ظلِّ
أزهارِ تحنّي من لعابِ
الأرضِ أروقةَ المدى
وهنا تبادلني روابي
النّورِ أسفارِ الحكايةِ
والرّوايةِ
والحقيقةِ
والغيابْ
شكراً لسوسنةٍ تهزُّ الكونَ
من صخبِ العروبةِ
والصّدى
في واحةٍ أزليّةٍ
تحمي غصونَ الفجرِ
من مكرِ الثّعالبِ
والذّئابْ
شكراً لكلّ العابرينَ
إلى الثّرى
بينَ الصّواري
والحرابْ
شكراً لعشّاقِ الفصولِ
على رصيفِ
المجدِ كي يحموا
الحقيقةَ من خفافيشِ
الرّدى
ويردّوا للفجرِ سلامَ
النّورِ من عبقِ التّرابْ
د٠حسن أحمد الفلاح
تعليقات
إرسال تعليق