رواية(سبع الليالي)...الجزء الاول ..الحلقة التاسعة...بقلم الكاتب ناجي عبد السلام السمباطي


 رواية سبع الليالى/ الجزء الاول/ الحلقة التاسعة  :

********************************

** بقلم :د. ف / ناجى عبدالسلام السنباطي

********************************

**تمهيد:

********

***-رواية سبع الليالى/الجزء الاول/ والمكتوب/1984/ويستعرض تاريخ الحالة المصرية من القرن التاسع عشرحتى ثورة 23 يوليو1952 وانتهاء الحكم الملكى

الجزء الثانى :

************

**اما الجزء الثانى من الرواية فيستعرض تاريخ الحالة المصرية من ثورة يوليو 52 حتى اوائل الثمانينيات وقد كتب عام 1987

ومنشورات الرواية على كافة المواقع الالكترونية(الرقمية) وشبكات التواصل الاجتماعى

وملحوظة مهمة: مانشره الان من الجزء الاول مكتوب عام 84 ولم اغير حرفا منذ نشره لأول مرة منذ سنوات ويمكن مقارنة ماأنشره على مانشر من قبل على مواقع النت

**وقد حازت الرواية على شهادة تقدير من جمعية مسافرين للابداع فى المسابقة التى اطلقتها على مستوى العالم العربى عام 2017 وموجود على صفحتى بوست بنتيجة المسابقة

**********************************

****رواية سبع الليالى/ الجزء الاول/ الحلقة التاسعة  :

***********************************

** بقلم :د. ف / ناجى عبدالسلام السنباطي

***********************************

** بعد أن انتهى عرفان من محادثة بعض الصحفيين فى مناقشة حرة فى مواضيع مختلفة في انتظار مقابلة معالى الوزير

**********************************************

*** حان الدور على المندوبين لتهنئة سعادته .. فدخلوا .. ودخل معهم عرفان .. وجلسوا جميعاً في حوار ممتد حول الوزارة .. والدواء وسياسة تصنيفه والآمال المستقبلية والرعاية الصحية .. لكل مواطن في المدينة وفي الريف .. واقترحوا اقتراحات مفيدة .. سجلها عرفان .. لتنفيذها ..ثم استأذنوا الانصراف .. بعد أن أخذوا الصور المطلوبة لنشرها في العدد القادم .. من مجلة الحقيقة وباقي الصحف .. وخرج معهم عرفان .. فقال له حسن الستينى لقد أخطأت طريق العمل .. فمجالك الكتابة فقال عرفان قد يأتي يوم من الزمان .. وأتفرغ لهذا .. ثم ودعهم .. وعاد إلى معاليه .. تمهيداً لنزوله عائداً إلى المنزل .

**...فبادره قائلاً .. ما رأيك اليوم يا عرفان .. .. فرد عرفان يوم يعد في سجل التاريخ .. الفرحة عمت الجميع والسعادة بحورها فاضت ..فروت كل النفوس المتعطشة لمياهها وامتدت الأيدي لاهجه بالدعاء والثناء ..فانتشى سعادته من هذا التقريظ وانبسطت أسارير وجهه وقال له.... عرفان .. أنت ولد لعوب تعرف كيف تلوي أعناق الكبار .. وقد عرفت فيك هذا منذ لقاء التفتيش فعملت على أن أظفر بك .. وقد حدث .. ولكني قد أفرط فيك ..ولكن لمصلحتك ومصلحتي ...ولمصلحة سليمان .. ألم يحدثك اليوم ..؟ فرد عرفان حدثني .. أن أزوره فقال معاليه .. عليك بها ولن تندم ..وإذا ما وافقت ميولك .. ما سيعرضه  عليك .. فسيخلفك هنا .. جيهان هانم .. ثم حمل عرفان حقيبة معاليه متجهين الى باب المصعد ودلفا الى داخله  وضغط على زر المصعد ممتطيينه  حتى الدور الأسفل.. فالجراج فالسيارة .. فركب سعادته وانطلق عرفان الى سيارته عائداً الى منزله .

في مصعد العمارة  تقابل مع الأستاذ لبيب فهما علاوة على العمل جيران كما أسلفنا ..... وتبادلا أحاديثا شتى وسأل كل منهما الآخر عن كل ماعن لهما من أسئلة .

*******************************************

***قال له عرفان سريعاً ما تمر الأيام ولكن أحداثها أكثر سرعة .. اليوم سوف أنتقل إلى عمل جديد .. فرد لبيب .. هكذا من أول يوم .. يبدو أن العمل يمرر العمل .. لعله خاصيات .. الجوهري .. إن له كثير من الأعمال يديرها .. فقال عرفان .. تبدو خبرتك عميقة جداً ..فقال لبيب تجربة واسعة مع هؤلاء القوم .. فلتهنئ بما تجد .. ولا تسأل أسئلة كثيرة وسوف يصيبك من كل هذا الكثير .. ولكنك لم تخبرني من سيحل مكانك .. فرد عرفان .. واحدة إسمها جيهان .. آه . قالها لبيب .. أين وجدتها أو رأيتها يا لبيب .. الآن تذكرت إنها قريبة سوزان هانم زوجة فتحي بك أبو رميح .. عضو مجلس النواب .. الآن اكتملت الحلقة المفقودة يا عرفان فلا تسأل كثيراً وإلا عدت كما كنت .. فشكره عرفان وتوقف المصعد .. فذهب كل منهما الى شقته .. طالبا السلام على أسرة الآخر

******************************************

***في المساء لبس عرفان بدلة إسموكنج واتجه إلى الزمالك حيث العنوان المذكور .. ودق الجرس ففتح الباب .. خادم نوبي يلبس ملابسه الرسمية .. فقال عرفان ...سليمان بك موجود .. فقال الخادم " نقوله مين " ؟ فقال له .. قل له عرفان سكرتير الجوهري باشا .. فقال الخادم .. دقيقة يا أفندم  ثم عاد من حيث أتى وسمح له بالدخول إلى قاعة رسمية مغطاة بالسجاد الفاخر .. ومزينة الجدران .. بلوحات مختلفة لفنانين عالميين .. ولوحات لفنانين مصريين وبعض الفازات الثمينة .. منتشرة في أرجاء القاعة .. في شكل رتيب .. وبعض التماثيل الفرعونية .. والحديثة .. ومن القاعة إلى باب كبير.. تحرك فاتحاً جانبيه بمجرد الوصول إليه حيث حجرة الصالون وهي لا تقل روعة عن قاعة الاستقبال المقضية اليها .

*** تفضل انتظر البك .. قالها الخادم النوبي .. ثم انسل لبرهة عائدا حاملاً مشروبات مختلفة .. وضعها أمام عرفان .. وانصرف إلى الداخل .. بينما موسيقى هادئة ناعمة تنساب بين أرجاء المكان .. استند عرفان بظهره على الكرسي المريح .. وتطلع إلى سقف الحجرة .. فوجد مجموعة من الثريات تتوسطها ثرية كبيرة .. في شكل بديع ثم التفت الى الحوائط .. فوجدها لا تقل بهاءاً  أو حسناً .. ومعلق بعض الصور عليها فتأملها واقفاً مقترباً منها .. فوجدها تخص أسرة سليمان الموجي .. منذ الجد العاشر .. فابتسم عرفان لذلك دون أن يعلق .. ولكنه استخلص  لنفسه نتيجة أن سليمان هذا يمتاز بالدقة والتأريخ والتسجيل والتأصيل وإلا لما احتفظ بكل هذا وأن الذكريات لها جانب كبير في حياته

**بينما هو كذلك دخل سليمان بك في بيجامة منزلية يعلوها روب (ديشا مبر) .. وسيجار فخم في فمه ووقف بجواره مبتسماً ثم علق قائلاً .. الماضي مازال في أعماقي .. معلقاً فوق رؤوسنا كما ترى ..فرد عرفان في تأدب .. أهلاً سليمان بك .. فقال له الأخير خذ راحتك البيت بيتك .. واترك رسميات المكاتب .. ودعنا نعيش كأصدقاء .. هؤلاء أجدادي وأبي وأمي وإخواني .. أسرة كبيرة كما ترى .. فعلت الكثير حتى تصل إلى كل هذا .. ولكنني طينة من طينتهم .. ولكن ستجدني مختلفاً علمتني ذلك الأعمال .. ثم طلب خادمه وأمره بالشراب ..فأتى بعربة معدنية تتحرك على عجلات وبها عدة الشراب .. فصب بيديه كأسين ووضع الثلج الملائم.. ومد بأحدهما لعرفان .. ثم استطرد في الحديث .. بعد أن جلس على كرسي قريب من فازة ثمينة وتمثال صورة طبق الأصل من (الكاتب الفرعوني) .. ودعا عرفان إلى الجلوس إلى كرسي مقابل .

طينتي ستجدها في أعمالنا المشتركة مع شريكي الجوهري باشا .. لنا عمليات كثيرة مع الشركات الأجنبية لدينا مكتب استيراد وتصدير .. نعمل في مكتبنا في كل شيء .. ولكن أهم شيء  استيراد الأدوية ثم نتفق مع الوزارة على أخذ حاجتها منا .. دون السوق المحلي .. ونريدك معنا تدير هذا المكتب .. وسنعطيك مرتباً كبيراً ونسبة من الأرباح وسيكون لك كل الصلاحيات .. لقد تحدثت معك بصراحة ..فما هو رأيك ..؟!

**رد عرفان الرأي .. رأيك يا سليمان بك ..وكيف تطلب رأيي في مثل هذه الأمور والفضل كل الفضل من قبل ومن بعد لدولته ولكم ..فرد عليه سليمان وهو كذلك .. ولكن ما أخذناك إلا لكفاءتك وكتمانك الأمور .. فأنت تعلم كم نعاني من الصحافة التي تشم أخبارنا وتتجسس علينا على بعد ألف ميل .. فرد عرفان مثل حسن الستيني .. فقال سليمان... الستيني مقدور عليه ولكن غيره كثيرون .. يبحثون وينقبون .. إنهم في كل يوم يحاولون تحطيم هؤلاء الزعماء ولم يمر على الحكومة يوم ورغم ذلك فمعول الهدم يتحرك .. وثق أن مكتبنا أكثر أمناً من الحكومة .. فهو الباقي وهي الزائلة .. ويعرف ذلك الجميع .. وأولهم الجوهري باشا .. وتكرر ذلك من قبل فيأتي إلى هنا ويذهب إلى عزبته مقسماً عمله بين المكتب والعزبة .. وما دمت قد وافقت .. فلنوقع العقد .. وتم توقيع العقد ..وأعطاه مبلغاً كبيراً مقابل توقيع العقد أو تشجيعاً له .. ثم دعاه للعشاء بنادي السيارات وقال له وهما يركبان .. عربة واحدة الآن صرنا صديقين فإرفع الكلفة بيننا  ... أناديك عرفان وتناديني سليمان .. وتنادي معاليه الجوهري .. ولكن لم يحن ذلك بعد بالنسبة لمعاليه.. وقد تأتي الأيام وتشاركنا على نفس المستوى .. لديك بالمكتب مجموعة ممتازة .. جانيت هانم سيدة رقيقة تتولى السكرتارية .. عائشة المحمودي الآلات الكاتبة .. رمزي الأيمني السجلات والدفاتر .. جنزوري الحائزي الاعتمادات المستندية .. علام القاسي اختصاص عزبة الجوهري باشا .. ومجموعة أخرى معاونة .. سوف ترتاح لهم جميعاً وخاصة صلاح الشيخ مخلص جمركي .. وعم محمد الجيوشي فراش المكتب .. وأرى أنك ستنجح معهم .. ونحن نعرفك تماماً وسوف تقابل اليوم شخصيات عظيمة في النادي .. عزمتهم اليوم معنا لكي تستطيع أن ترى المجتمع الذي نتعامل معه .. مجتمع رهيب لكنه في شكل ناعم وهادئ .. سترى كمية كبيرة من الشحم والبرفان والملابس والدخان .. مختلطة مع بعضها البعض .. فلا تتقيء!!!!

**** سوف تتعود على ذلك بعد الآن وبعد أول حفلة .. سوف تخاطبهم مجردين .. من رتبهم وألقابهم ومن ملابسهم أيضاً ستجدهم على حقيقتهم عرايا أمامك .. وكلنا عرايا وسنكون عرايا .. ولكننا لن نشعر بذلك أو أننا نشعر ولكننا ننسى أو نتناسى .. استخدم كل الأساليب وصادق الجميع . وانحني وارقص واقفز واركع .. ولا تخجل من ذلك .. فكلنا نفعل ذلك لكي نخلص أعمالنا وأعمالنا كثيرة .. ومنتشرة وهناك اتفاق غير مكتوب .. على أن نقسم مناطق النفوذ حتى لا نصطدم مع بعضنا البعض...

***********************************************************************************************  يتبع: رواية سبع الليالي/ الجزء الاول/ الحلقة العاشرة

****************************************

** د.ف / ناجى عبدالسلام السنباطي

**كاتب صحفي مستقل

**رئيس تحرير مجلة صوت السرو المطبوعة والرقمية

(نشرة غير دورية)(1983/2024)

**صحفي بمجلة عالم الفن الكويتية(79-81).

**مراسل لمجلة السينما والناس المصرية بالكويت 1982

**عضو هيئة خريجي الصحافة ج. القاهرة 1985/2024

**************************************

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سيف ودرع...بقلم الشاعر أكرم كبشة

كادوا للأمة الإسلامية...بقلم الشاعرة تغريد طالب الأشبال

وداعا يا حبيبي....بقلم الشاعر محمد السيد يقطين

احيانا،ودي ما تغيب الذكريات....بقلم الشاعر رضوان منصور

حوار شعري بين حبيبين.. بقلم الشاعر/م.صبري مسعود.

في هذه الحديقة....بقلم الشاعر نورالدين جقار

نثريات.. بقلم الكاتب/محمد حسن البلخي

تحت وطأة الدجى....بقلم الشاعر توفيق عبد الله حسانين

تهمة في مسالك التحقيق...بقلم الشاعرة مريم بوجعدة

يمضي الليل...بقلم الشاعر أبو روان حبش