بين الشهرة والعواقب الخفية ...بقلم الكاتبة الزهرة العناق
✍️ ... بين الشهرة والعواقب الخفية
في عصر Social media وانتشار المنصات الرقمية مثل "التيك توك"، أصبحت الخصوصية العائلية موضع جدل متزايد، خصوصا مع توجه العديد من النساء إلى عرض حياتهن اليومية داخل المنزل بكل تفاصيلها دون مراعاة للعواقب المحتملة. هذه الظاهرة تثير عدة تساؤلات حول مدى تأثيرها على القيم العائلية، الخصوصية، والأمان الاجتماعي.
🔴 بين الرغبة في الشهرة وفقدان الخصوصية
لا شك أن منصات التواصل الاجتماعي تجذب الملايين من المتابعين، وتوفر فرصة كبيرة للظهور والشهرة. فالنساء اللواتي يقدمن مقاطع فيديو يومية من حياتهن المنزلية، يشاركن الآخرين تفاصيل بسيطة مثل الطبخ، تربية الأطفال، وحتى المشاحنات الزوجية. لكن هذه المقاطع قد تكون سيفا ذو حدين، حيث تتحول الخصوصية العائلية إلى محتوى مفتوح للعالم بأسره.
🔴رغبة البعض في الحصول على إعجابات أو متابعين قد تجعلهم يغفلون عن عواقب نشر هذا النوع من المحتوى، ما قد يؤدي إلى تأثيرات طويلة المدى على حياتهم الشخصية والعائلية. ما يعرض على الإنترنت يبقى للأبد، وقد يؤثر على سمعة الأسرة أو يعرضها للاستهزاء أو التنمر.
🔴العواقب النفسية والاجتماعية
عندما تتحول الحياة الخاصة إلى محتوى عام، يحدث تدهور في حدود الخصوصية الشخصية. هذا التدهور يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية للأسرة، خاصة للأطفال الذين لا يزالون في مرحلة النمو. الطفل الذي يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي دون فهم لما يحدث، قد يعاني مستقبلا من مشاعر التوتر أو الضغط الاجتماعي، لأن حياته الشخصية أصبحت معروضة للجميع دون موافقته.
أما على المستوى الاجتماعي، فإن التعرض المستمر للحياة المنزلية قد يؤدي إلى خلق صورة مثالية أو غير واقعية عن الأسرة، مما يزيد من توقعات المجتمع ويسبب شعورا بالضغوط الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتعرض الزوجان لمشاكل بسبب ما يعرض من مشاحنات أو خلافات، حيث يمكن أن يستغل الآخرون هذه المعلومات ضدهم، سواء في الحياة الاجتماعية أو المهنية.
🔴المخاطر الأمنية
إلى جانب الآثار النفسية والاجتماعية، هناك مخاطر أمنية واضحة عندما يتم عرض تفاصيل المنزل والحياة اليومية على الإنترنت. مواقع مثل "التيك توك" مفتوحة للجميع، ولا يمكن التحكم في هوية من يشاهد الفيديوهات. قد يستغل البعض هذه المعلومات لارتكاب جرائم، مثل السرقة أو التهديدات الإلكترونية، أو حتى تشويه السمعة.
هناك أيضا مخاطر تتعلق بالأمان العائلي، مثل الكشف عن تفاصيل دقيقة حول حياة الأطفال، جداولهم اليومية، وحتى مواقعهم. هذا يعرض الأسرة لخطر الاستغلال من قبل أشخاص لا يملكون نوايا حسنة.
🔴دور القيم والأخلاق في الحفاظ على الخصوصية
في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، تحتل القيم الأسرية مكانة مهمة، ومن أساسيات هذه القيم الحفاظ على الخصوصية. فتح الأبواب أمام العالم الخارجي لمشاهدة تفاصيل الحياة اليومية قد يتعارض مع هذه القيم، ويؤدي إلى تدهور العلاقات داخل الأسرة.
التوعية بأهمية احترام الحدود الشخصية والحفاظ على الخصوصية داخل الأسرة أمر ضروري، ويجب أن يكون للأهل دور في توجيه أبنائهم نحو الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا. كما أن المجتمع يجب أن يعزز ثقافة الخصوصية وأهمية الحفاظ على القيم العائلية، بدلا من التشجيع على السعي وراء الشهرة بأي ثمن.
🔴ما هي الحلول الممكنة
التوعية هي الخطوة الأولى والأساسية في مواجهة هذه الظاهرة. يجب أن يكون هناك حملات توعوية موجهة للنساء و للأسر بشكل عام حول مخاطر عرض الخصوصيات على الإنترنت. هذه الحملات يمكن أن تكون عبر وسائل الإعلام أو من خلال منظمات المجتمع المدني التي تعنى بشؤون الأسرة.
كما يجب تعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي، وتشجيع النساء على التفكير مرتين قبل نشر أي محتوى يمس الحياة العائلية. ربما يكون من المفيد فرض حدود داخل المنزل على ما يمكن مشاركته وما يجب أن يبقى داخل الأسرة.
أخيرا وليس آخرا ، التيك توك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى هي أدوات قوية للتواصل والتعبير عن الذات، لكنها تحمل في طياتها مخاطر إذا أسيء استخدامها. النساء اللواتي يلجأن إلى عرض حياتهن المنزلية على هذه المنصات بحاجة إلى فهم العواقب التي قد تواجهن و أسرهن. الخصوصية هي ثروة لا تقدر بثمن، وعندما نفقدها، نفقد جزءا مهما من حياتنا العائلية والاجتماعية.
Think before you leap
✍️الزهرة العناق ⚡
17/09/2024
23:30
تعليقات
إرسال تعليق