إلى متى يعيش الأنسان هكذا حياة.. بقلم الكاتب/إسماعيل مفتاح الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته /
.. مع صخب الحياة ومتطلباتها ومشاكلها وضعف الوازع الديني وفساد القيم والأخلاق في نفوس الكثير من الناس والتنافس على الدنيا ونسيان الآخرة يتساءل المرء إلى متى يعيش الإنسان هكذا حياة؟ وهل لهذه المشاكل والابتلاءات من نهاية؟ وكيف يستطيع أن يتجاوزها ويخرج منها وقد حفظ دينه وأمانته وأخلاقه؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يمنع اليأس والتشاؤم من أن يصل إلى حياته؟ وما هي القوة التي يجب أن نلجأ إليها ونثق بها ونستمد منها العون والمدد والنصر ونطلب منها تبديل الأحوال وتغيير الظروف؟ ومن خلال هذه التساؤلات التي تجول بخواطرنا وأصبحت جزءً من همومنا ومن خلال القرآن الكريم والسنة النبوية والواقع وأحداث الزمان ومسيرة الأفراد والمجتمعات والشعوب ومع ذلك فإنه ينبغي للمسلم أن يدرك طبيعة الحياة وعليه أن يستعين بمن خلقها وأوجدها وهو المولى سبحانه وتعالى فيقوي إيمانه ويؤدي ما افترضه عليه ويبذل من الأسباب ما يستطيع ويكون عنده أمل ويقين بأن الله يبتليه بالضراء وهو أرحم به من نفسه وأنه هو القادر على كشف الضر ودفع البلاء وتبديل الأحوال وما من شيء يقع أو يحدث في الأرض أو في السماء إلا بأمره سبحانه وتعالى القائل: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} وأن هذه الحياة إلى زوال وأن الآخرة خير وأبقى وأن سعادة الدنيا رغم ما فيها لا يحصل عليها العبد إلا بإيمان صادق وعمل خالص وهذه القيم والمفاهيم والمعاني تغيب على الكثير بسبب ضعف الإيمان ومع قوة البلاء وكثرة الفتن وضيق الحال يكون السقوط في فتنة هي أعظم وأشد قال تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} إخواني علينا أن نتفاءل بالخير مهما كانت الظروف فسواد الليل يأتي بعده ضياء الصباح وإن البرق والرعد مهما كانت شدته وخاف الناس من سطوته فإنه يأتي محملاً بالأمطار والخير .. نسأل الله العلي القدير أن يغلبنا علي شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ويعيننا علي طاعته لكم فائق إحترامي.
الأستاذ : إسماعيل مفتاح الشريف .
البلد : ليبيا.
تعليقات
إرسال تعليق